رياضة

العودة إلى ملاعب الحقبة الاستعمارية ؟

وقت صرفت الدولة الجزائرية ميزانية ضخمة بالعملة الصعبة، أجل تشييد وتطوير البنية التحتية، لتكون الجزائر رائدة مجال المرافق الرياضية، بفضل ملاعب وصفت بالعالمية،.

  • 45807
  • 2:08 دقيقة
العودة إلى ملاعب الحقبة الاستعمارية ؟
العودة إلى ملاعب الحقبة الاستعمارية ؟

في وقت صرفت الدولة الجزائرية ميزانية ضخمة بالعملة الصعبة، من أجل تشييد وتطوير البنية التحتية، لتكون الجزائر رائدة في مجال المرافق الرياضية، بفضل ملاعب وصفت بالعالمية، تأتي رابطة كرة القدم المحترفة، ومعها رابطة الهواة، لتعود بعجلة الممارسة الرياضية إلى الوراء، عبر ترخيصها بعودة الأندية للاستقبال في ملاعب الحقبة الاستعمارية.

ولا يوجد أي تفسير منطقي لقرار رابطة الرئيس محمد الأمين مسلوق، الترخيص لفريق مولودية وهران بالتخلي عن الملعب الجوهرة والتحفة "ميلود هدفي"، من أجل العودة إلى ملعب أحمد زبانة، بداية من مباراة بارادو (التي كانت معنية بالنقل التلفزي ليتم الاكتفاء لاحقا بنقلها على الويب)، علما أن اللوائح تنص على أن تغيير مكان توطين الفريق لا يكون سوى لأسباب قاهرة، وهو الأمر الذي لا يتوفر تماما مع حالة فريق مولودية وهران، اللهم إلا تفكير مسؤوليه وطاقمه، الذي كنا نظن أن الزمن عفا عنه، في العودة إلى الملاعب "الضيقة" من أجل "تأمين" النتيجة بالأساليب التي يعرفها العام والخاص.

وقد اجتهد عبد القادر عمراني ثم مساعده في تبرير ما لا يبرر، بخصوص قرار الخروج من "ميلود هدفي" بالأرضية الجيدة من العشب الطبيعي، والعودة إلى "زبانة" بأرضيته من "الطارطون"، لما تحدثوا عن عدم منحهم فرصة التدرب في الميدان الرئيسي لملعب ميلود هدفي (حتى الأندية الكبرى في العالم لا تتدرب في الميدان الرئيسي) واختلاف أرضية الملعب الرئيسي عن أرضية الملحق الذي يتدرب عليه الفريق، وغيرها من المبررات التي بدت واهية وغير موضوعية تماما.

ولا يستبعد، على ضوء هذا التساهل، حتى لا نقول التواطؤ، لجوء شباب قسنطينة، في ظل أزمة النتائج التي يمر بها بملعبه بشكل خاص، إلى الخروج من ملعب الشهيد حملاوي (الذي كلفت إعادة تهيئته بمناسبة كأس إفريقيا للاعبين المحليين مئات الملايير)، والعودة لملعب بن عبد المالك (فعل ذلك الموسم الماضي)، ومستقبلا قد يذهب مسيرو شبيبة القبائل في نفس الاتجاه بالتخلي عن ملعب حسين آيت أحمد والعودة لملعب 1 نوفمبر، وكذلك يفعل شباب بلوزداد ويعود بدوره إلى ملعب 20 أوت 55.

وعلى سبيل المثال لا الحصر، وجب التذكير أن فريق جمعية عين مليلة، مستفيدا من تساهل المسؤولين في "الفاف" ورابطة الهواة، كان قد تخلى عن مركبه الرياضي "خليفي التوهامي"، وعاد للاستقبال بملعب دمان دبيح، وكذلك فعل فريق غالي معسكر، وخرج من ملعب الوحدة الإفريقية ليعود إلى ملعب مفلح عواد، كما غادر فريق اتحاد عنابة معقله 19 ماي 56، وهو أحد أجمل الملاعب في الجزائر، دون أن ننسى ما حدث مع فريق اتحاد البليدة، الذي عاد لملعب الإخوة براكني، في ظل استمرار غلق ملعب الشهيد مصطفى تشاكر، للسنة الثالثة على التوالي، ويبقى يطرح أكثر من علامة استفهام.

وقائمة المركبات الرياضية التي أنشأتها الدولة وكلفت الخزينة العمومية أموالا معتبرة، وتعاني الإهمال وخطر الاندثار، طويلة وعريضة، مثل ملاعب البويرة وعين البيضاء ومركب 1 نوفمبر بخنشلة وملعب القليعة.. وكلها تنتظر تحرك المسؤولين ووزارة الرياضة من أجل إنقاذها قبل فوات الأوان.

Placeholder إعــــلانات

التواصل الاجتماعي

Fermer
Fermer