شرعت مديريات الاستعلام التابعة للأمن الوطني، عبر مختلف ولايات الوطن، في إعداد تقارير دراسة حول المزاج العام الذي يطبع المجتمع هذه الأيام، التي تتزامن مع التغييرات التي عرفتها المؤسسة العسكرية وعدد من الهيئات الوطنية، وتجاوب عامة الناس معها. تدرس مصالح الأمن أيضا مؤشر الاحتقان الشعبي هذه الأيام التي تتزامن مع الدخول الاجتماعي وارتفاع أسعار المواد الغذائية المختلفة.ويعكف خبراء مختصون على إعداد تقارير تسلم إلى مصالح رئاسة الجمهورية، قبل نهاية شهر سبتمبر، تتضمن تفصيلا عاما عن المزاج الشعبي السائد بعد التغييرات التي حصلت في هياكل الدولة عموما، والمؤسسة العسكرية بالخصوص، وما مدى تفهم المجتمع لهذه التغييرات وكيف ينظر إليها. وستعتمد الدراسة أيضا على الانطباع العام عبر وسائل الإعلام المختلفة، سواء المحلية أو الأجنبية، إضافة إلى دراسة أهم انشغالات شريحة الشباب ومزاجه العام فيما يخص التشغيل ونظرته لتوفير فرص العمل.في ذات السياق، أفادت مصادرنا بأن تقارير مصالح الاستعلامات لن تخلو من التطرق إلى مشكل السكن الذي يعد أهم انشغال بالنسبة للرأي العام، بحيث ينتظر توزيع نحو 200 ألف سكن من أصل 350 ألف كانت مبرمجة للتوزيع خلال السنة الجارية، بما في ذلك تلك المتعلق بوكالة “عدل”، بحيث بدأ مزاج مستحقيها يهدأ بعد شروعهم في إيداع طلبات اختيار سكناتهم في المواقع المخصصة لهم.وتبحث تحريات مصالح الاستعلامات العامة الوضع العام في الجامعات، بعد أسبوع من الدخول الجامعي، بحيث طلب من وزير التعليم العالي فتح قنوات الحوار مع نقابات عمال التربية، مع العمل على تجنب تسجيل نقائص في قطاع الخدمات الجامعية، من إيواء وإطعام وظروف الدراسة، تجنبا لإثارة احتجاجات الطلبة.وكلفت مصالح الاستعلامات على مستوى ولايات الجنوب بمتابعة مزاج الرأي العام بهذه الولايات، بعد إقرار ولايات منتدبة جديدة لعدد من المناطق، بالإضافة إلى دراسة الوضع العام بحوض ميزاب الذي عرف أخطر مواجهات في رمضان الماضي. وقد عملت السلطات، بعد ذلك، على تخفيف وطأة وأسباب الاحتجاجات، وأمرت بضرورة التكفل المستمر بانشغالات سكان غرداية والمناطق المجاورة لها. في نفس الإطار، تدرس مصالح الاستعلامات العامة مدى تجاوب المواطنين مع نداءات أقطاب المعارضة في البلاد، مثل حزب طلائع الحريات المعتمد حديثا، وكذا مدى حشد الأحزاب التقليدية للقواعد النضالية والأوضاع العامة في منطقة القبائل، التي تسجل فيها أحداث متفرقة تتعلق ببعض الأخطاء الأمنية التي قد تتسبب في إشعال فتيل الاحتجاجات.مقابل كل هذا، فإن السلطات العمومية تعمل على تفكيك القنابل الموقوتة عبر الولايات، بمسارعتها لإصدار تعليمات وتوجيهات عامة لامتصاص أي حالة غضب، مع الإلحاح على ضرورة فتح قنوات الحوار مع المواطنين، والعمل على التكفل بانشغالاتهم، سواء تعلق الأمر بالسكن أو نظافة المحيط، ومواجهة أي طارئ يتعلق بالتقلبات الجوية وغيرها. وقد سعت وزارة الداخلية، من خلال ترسانة التعليمات التي تلقاها ولاة الجمهورية، إلى تقديم أدق التوجيهات في التسيير والتكفل بانشغالات سكان الولايات.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات