يحاول النظام المغربي منذ سنوات، استغلال المياه العابرة للحدود لتجفيف المناطق الحدودية مع الجزائر، والإخلال بالأنظمة البيئية، من خلال إتباع خطة محكمة يحيك خيوطها الكيان الصهيوني.
تنقلت "الخبر" إلى أقصى الحدود الجنوبية الغربية، على مستوى بلدية "لعبادلة" (95 كيلومترا جنوب الولاية بشار)، التابعة لدائرة لعبادلة، كما تنقلنا إلى وادي قير، حيث وقفنا على حجم الخسائر التي لحقت بالمنطقة جراء الجفاف الذي ضربها لمدة عشر سنوات، وجراء مشاريع السدود التي تشيدها المغرب وتحاول من خلالها قطع المياه القادمة من جبال الأطلس، والتي تصب في جرف التربة الجزائرية، وهي المياه التي كانت لقرون تمد الساكنة بالماء الشروب وتحافظ على ديمومة الأنظمة البيئية.
غير أن النظام المغربي، ارتأى أن يخل بالنظام الطبيعي من خلال خطة محكمة، تشرف عليها شركات صهيونية، عبر بناء سدود الغرض منها قطع مجرى المياه العابرة للحدود نحو الجزائر، وكذا إنشاء مزارع لفاكهة الافوكادو، التي تمتص كميات كبيرة من المياه الجوفية، بما يعود بالضرر على المخزون المائي لسكان المنطقة في المغرب أولا، ثم النظام البيئي في المنطقة الإقليمية ككل.
وقبل الوصول إلى لعبادلة، توقفنا عند سد قير، والذي ارتفع به منسوب المياه خلال الأمطار التي تهاطلت في سبتمبر من السنة الماضية 2024، والتي كانت أمطارا "اسثنائية" (حسب وصف الخبراء في الفلاحة والأرصاد الجوية)، والتي مكنت من إعادة الحياة إلى المنطقة، غير أن الوادي المعروف بمياهه الجارية منذ قرون، كان منسوب المياه به منخفضا، وهو الحال بالنسبة للعبادلة، التي بلغناها في حدود الساعة الخامسة مساء، حيث التقينا الفلاحين هناك، ممن تضرروا لسنوات من الجفاف ومن الخطة المغربية في القضاء على النظام البيئي.
ومن بين الفلاحين من سكان المنطقة عيسى عيدات الذي قال إن "المزارعين عانوا كثيرا من تصرفات الجار العدو، بخصوص المياه العابرة للحدود"، وأضاف وهو يبدو ممتعضا مما آلت إليه الأوضاع من إخلال بالنظم البيئية لسنوات:" .. نناشد المجتمع الدولي أن يوقف هذه المشاريع عند الجار العدو، لأنها مخالفة لكل الأعراف الدولية، ولولا تساقط الأمطار السنة الماضية، لكان السكان قد هجروا المكان، وتحول إلى منطقة مهجورة وميتة".
وقال الفلاح مصطفى عياد:"خير هذا السهل على الجزائر كاملة، قبل أشهر قليلة، كان المكان شبه مهجور بفعل السدود المنجزة في المغرب وكذا الجفاف"، في حين قال الفلاح عبد الصمد صديقي:"مع الجفاف ذبل الزرع، ولولا الغيث الذي تساقط السنة الماضية، لكانت كل هذه الأراضي مهجورة".
التعليقات
شارك تسجيل الدخول
الخروج
التعليقات مغلقة لهذا المقال