العالم

"ترامب ونتنياهو يقودان العالم نحو واقع قاتم"

صحيفة "نيويورك تايمز" وجهت إنتقادات لاذعية لترامب وحليفه.

  • 1895
  • 2:27 دقيقة
الصورة: ح.م
الصورة: ح.م

في مقال نقدي، اتهمت صحيفة "نيويورك تايمز" الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو بتقويض "الديمقراطية" في بلديهما والسعي نحو نموذج استبدادي قائم على القومية العرقية والتوسع الإقليمي. وأشار المقال الذي وقعه الكاتب المخضرم توماس فريدمان إلى أن سياساتهما المشتركة، بدءا من مهاجمة المؤسسات الديمقراطية وصولا إلى استغلال معاداة السامية لقمع المعارضين، تدفعان أمريكا والكيان بعيدا عن قيمهما التأسيسية وتفتحان الباب أمام عالم أكثر قتامة، حيث تحل القوة الغاشمة محل القانون والمصالح الضيقة محل الصالح العام.

وأشار الكاتب إلى أنه في وقت سابق، كان اللقاء بين رئيس الولايات المتحدة ورئيس وزراء الكيان مصدر فخر لليهود الأمريكيين والإسرائيليين، حيث كانوا يرون زعيمين ديمقراطيين يعملان معا. لكن اليوم، كما يؤكد الكاتب، لم يعد الفخر هو الشعور الذي ينتاب الكثيرين عند رؤية الصورة الودية لدونالد ترامب وبنيامين نتنياهو خلال اجتماعهما الأخير في البيت الأبيض، بل الشعور بالاشمئزاز والكآبة.

وكتبت الصحيفة أن كلا الزعيمين يسعيان إلى فرض نموذج شبه استبدادي ويقوضان سيادة القانون والنخب في بلديهما، كما يعملان على تصفية ما يسميانها "الدولة العميقة" المكونة من الكوادر الحكومية المحترفة. وبدلا من أن يكونا "نورا للأمم"، كما كانت تطلعات بلديهما سابقا، فإنهما يدفعان باتجاه قومية عرقية ضيقة تقوم على منطق القوة والغلبة، بل وتعمل على تطبيع فكرة التطهير العرقي.

وأضافت "نيويورك تايمز" أن كليهما يتعاملان مع المعارضة السياسية ليس كخصوم شرعيين بل كأعداء داخليين، كما أنهما يحيطان نفسيهما بوزراء غير أكفاء، اختيروا أساسا لولائهم الشخصي وليس للقانون أو المصلحة الوطنية. ويسير البلدان، تحت قيادتهما، بعيدا عن حلفائهما الديمقراطيين التقليديين، بينما يصران على التوسع الإقليمي كحق إلهي، سواء أكان ذلك من "خليج أمريكا إلى غرينلاند" أو من "الضفة الغربية إلى غزة".

ونقلت الصحيفة عن ترامب قوله مؤخرا إن الاتحاد الأوروبي "وُجد لخداع أمريكا"، مؤكدة أنه لا يدمر فقط القيم والمهن، بل يجعل أمريكا ضعيفة حقا. أما نتنياهو، فهو يواجه اتهامات بالفساد، ويتهمه المعارضون الإسرائيليون، بالإضافة إلى عائلات بعض الرهائن، بإطالة أمد الحرب في غزة لإرضاء المتطرفين اليهود الذين يبقونه في السلطة وقد يبعدونه عن السجن.

وذكرت الصحيفة أن استراتيجية نتنياهو تعتمد على الاعتقاد الخاطئ بأن حماس يمكن شراؤها بأموال قطر، بينما يسعى حزبه إلى ضم الضفة الغربية وغزة وطرد أكبر عدد ممكن من الفلسطينيين. كما أن كلا الزعيمين يستخدمان معاداة السامية كسلاح لإسكات النقاد أو تسقيطهم.

وأكد الكاتب أن اليهود الأمريكيين لا يحتاجون إلى دفاع ترامب المزيف، قائلا: "يتم استخدامنا لتعزيز أجندة سياسية ستلحق ضررا بالغا بالنسيج الاجتماعي والمؤسسات التي من المفترض أن تحمينا كأقلية. يتم استغلال ألمنا وصدماتنا لتدمير حلم الديمقراطية متعددة الأعراق، بينما تُدفع الأجندة نحو دولة مسيحية بيضاء".

وأشارت الصحيفة إلى أن نتنياهو، مثل ترامب وبفضله، يشعر بالإفلات من العقاب وأن لا شيء يمكن أن يزعزعه. وهذا التفكير يؤدي إلى كوارث مثل الحادثة التي قُتل فيها 15 من أفراد الإسعاف والعاملين في الإنقاذ بغزة، التي كذب فيها القادة العسكريون الإسرائيليون على الرأي العام.

واختتمت "نيويورك تايمز" بالإشارة إلى أن 18 من قادة الأمن السابقين في الكيان، من الجيش والموساد والشين بيت والمخابرات العسكرية والشرطة، قد أصدروا بيانا يؤكدون فيه أن نتنياهو "غير مؤهل لرئاسة الحكومة، لأن سلوكه يشكل خطرا واضحا ومباشرا على أمن إسرائيل ومستقبلها كدولة يهودية ديمقراطية".

لمعرفة المزيد حول هذه المواضيع

التواصل الاجتماعي

Fermer
Fermer