+ -

 في البداية ألتمس العفو والعذر من أهالي ولاية غرداية الأعزاء من صياغة العنوان (أتليتيكو غرداية)، لاعتقادي أنه يتضمن قليلا من السخرية، والوضع في هذه المنطقة العزيزة على قلب غالبية الجزائريين، حتى لا نقول كل الجزائريين، (والأمر مقصود طبعا)، لا يسمح بالسخرية والتنكيت والضحك..قبل يومين راح رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة يسأل ضيف الجزائر وزير خارجية إسبانيا، عن حال النادي الكاتالوني، ”آف سي برشلونة” الإسباني الذي خسر معركة الـ”أوروبا ليغ”، بعد أن أقصاه النادي الثاني للعاصمة الإسبانية، ”أتليتيكو مدريد”.. كما راح يشكوه من أشد منافسيه على كرسي رئاسة الجمهورية، المترشح علي بن فليس، لدرجة قاربت وصفه بـ”الإرهابي” الخطير على مستقبل البلاد..بعد 24 ساعة من شكوى رئيس الجمهورية و”مزحته” عن النادي الكاتالوني، يستقبل، في آخر يوم من الحملة الانتخابية لرئاسيات أفريل 2014، الأخضر الإبراهيمي، المبعوث الأممي والعربي لحل الأزمة السورية، وراح يشكو ”غريمه” علي بن فليس مرة أخرى لهذا الدبلوماسي، الذي جاء للجزائر في زيارة ”عائلية”، استقبله خلالها رئيس الجمهورية المترشح لعهدة رئاسية جديدة.رئيسنا، وإن كان هذه المرة لم يمازح ضيفه، غير أن الأكيد أنه تبادل معه الحديث عن الوضع المأساوي في سوريا ”الشقيقة”، كما تحادثا عن الدمار والدم والتقتيل في أدلب وحمص وغيرهما مما تبقى من مدن سوريا، وأيضا عن أحوال اللاجئين في هذه البلاد الشقيقة..في غمرة ذلك، غرداية تحترق.. غرداية تحت الحصار.. غرداية تئن.. غرداية تموت بنار باردة.. غرداية ”الشقيقة” بأهاليها تنادي ”هل من منقذ؟”.. ورئيسنا يسأل عن حال ”آف سي برشلونة” بعد إقصائه. أليست هذه ”مزحة”؟ ألا تدخل في خانة الاستهزاء بالمواطن والوطن؟..الأمر ليس جديدا على مسؤولينا، على الأقل من يحكموننا منذ سنة 1999، فقد سبق وأن عزّى وزير الداخلية الأسبق زرهوني نظيره الفرنسي قبل سنوات، عندما اندلعت أحداث عنف في الضاحية الباريسية ”فيليي لوبان”، قتل فيها شرطي ومواطنان، التي تزامنت مع أحداث عنف في غرداية أيضا، فسارع السيد زرهوني للتنديد والاستنكار والتعزية، وأتذكر أننا كتبنا يومها أن ”باريس أقرب إلى زرهوني من غرداية”.في الختام تصوّرت بعد سؤال رئيسنا عن أحوال نادي الظاهرة ميسي لو أن وزير خارجية إسبانيا سأله بدوره عن حال مدينة غرداية، فكيف كان سيكون رد الرئيس، ربما سيقول له ”دعك من هذا ولا تحاول التدخل في شؤوننا الداخلية” وبذلك تفرح لويزة حنون التي أقامت الدنيا وأقعدتها على منافسها علي بن فليس لأن أحد داعمي الأخير دعا بان كي مون للتدخل.مشكلتك يا غرداية أنك جزء من هذا الوطن، وخطؤك أنك اخترت اسم غرداية بدل ”أتليتيكو” أو ريال مدريد أو ”آف سي برشلونة”، فنسأل الله لك الفرج والمعونة، وقبح الله هذه السياسة الملعونة[email protected]

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات