رسائل سياسية مشفرة وغير مشفرة، ترشيحات وانسحابات، موالاة ومعارضة، تدهور في الوضع الاجتماعي غير مسبوق، هرولات في كافة الاتجاهات بحثا عن المغانم وحجز المقاعد والمناصب لما بعد 17 أفريل.. في هذا الخضم تصوب أعين العالم وعواصمه المؤثرة التي أنهكتها سياساتها الاقتصادية الفاشلة والغرق في مستنقعات الحروب في العراق وأفغانستان وتفتيت الوطن العربي المبتلى بأنظمة ترفضها الشعوب.. يخيم ديكور الخوف والحزن على الجزائريين الذين أصبحوا لا يشاهدون إلا الدخان المتصاعد إلى السماء.من حرق العجلات المطاطية، وقطع الطريق، طلبا للماء الشروب وفرصة شغل يحقق بها الشاب رجولته وقوامته، إلى حرق المؤسسات والمنازل والمحلات بلا سبب. من غرداية الميزابية، منارة الأخلاق والتمسك بالوحدة الوطنية، إلى الأوراس الأشم، في باتنة وخنشلة وأم البواقي، موطن الرصاصة الأولى والشرعية التاريخية والثورية، بوادر اضطرابات جنتها علينا تعدد زلات اللسان والعنصرية المقيتة ممن يحتاج إلى حملة توعية لفائدة الاستقرار والتماسك الاجتماعي.الدول الكبرى والصغرى تتفرج وتنتظر متى تتمزق اللحمة الوطنية في بلادنا. يتفرجون ويمسكون بأيديهم أدوات الإجهاز على ما سيتبقى من الوطن بعد أن ينتهي الهدم المبرمج.إذا كانت العهدة الرابعة هي السبب، فإن أي قادم إلى القصر الرئاسي، سواء الرئيس المترشح، أو مساعدوه أو نوابه، على شاكلة سي أويحيى وسي بلخادم وسي سلال، أو واحد من منافسيهم في الانتخابات، سيرث دولة منبطحة تنخر جسدها النعرات الجهوية النتنة.. وعندئذ لن نجد من يتقدم للجلوس على كرسي ملتهب، ولنا في ما يحصل في الجوار وفي العراق كمثال.إن التصريحات التي تتحدث عن الانضباط وحب التضحية والموت من أجل الوطن، أصبحت لا تقنع، ما دام أصحابهم يدوسون على الرموز الوطنية.لقد تعلم الجزائريون من المحن السابقة كيف يتجاوزون من سيذكرهم التاريخ بالحسرة والأسى.. وهم إن استسلموا لخطاب التخويف والتخوين، فذلك مرده إلى استعدادهم للتضحية بأعز ما يملكون من أجل تفادي فقدان عزيز عليهم أو الوقوع في فخ الانتقام الإداري والسياسي والإقصاء الاجتماعي مثلما يحدث في مناطق ميزاب والأوراس.إن الساكت عن الحق شيطان أخرس، كما أن الساكت عن الظلم الحاصل في مناطق عديدة من الوطن شيطان أكبر وعدو للوطن والمواطنين.. وأكبر ظلم أن يسرق منك صوتك أو توقيعك أو اسمك أو تمس في “أصولك”[email protected]
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات