كتبت منذ سنوات في هذا الركن بأن تدهور مستوى الأداء السياسي للمسؤولين الجزائريين سببه يكمن في تدهور المستوى السياسي لرجال السياسة في الإليزي... لأن الحياة السياسية في الجزائر تتأثر بالحياة السياسية في فرنسا سلبا أو إيجابا. وهذا الواقع يعكسه بجلاء التأرجح الذي تعرفه مواقف فرنسا مما يجري في الجزائر!1 - ماكرون مع الثورة الشعبية في الجزائر ومع رجالات الحكم الذين يقاومون هذه الثورة! ولودريان يصرح بخصوص الجزائر وكأنه غير دار بما يجري في الجزائر؟!2 - وضعية السلطة حيال الحراك لا تختلف عن حالة أحزاب السلطة التي أصبحت هي الأخرى ضائعة سياسيا مثل أحزاب المعارضة البائسة! وأحزاب السلطة مثل الأرندي يفتخر بأنه تطور سياسيا من حزب لجنة مساندة إلى حزب مرشح للرئاسيات ومنهزم؟! فالهزيمة في رئاسيات يترشح لها الحزب أفضل من لجنة مساندة للرئاسيات ينجح فيها كمرشح الذي تتم مساندته! وهذه حقيقة سياسية يعيشها الأرندي أفضل من الحالة التي يعيشها حزب الأفالان، حيث لم يرشح من يمثله وكان لجنة مساندة كالعادة، ولكنه فشل هذه المرة، فكانت هزيمته مزدوجة ومضاعفة قياسا بحالة الأرندي!3 - لكن هذا الوضع ليس أحسن حالا من حالات أحزاب المعارضة البائسة في البرلمان، حين تعارض هذه الأحزاب الانتخابات وتقاطعها، ولكنها تهرول إلى الاعتراف بنتائجها على أنها أمر واقع يجب التعامل معه! أي حالهم كحال من ”حلف على اللحم واحتسى المرق”! والحق يقال أن هؤلاء لا يفاوضون في الحوار على مستقبل البلاد، بل يفاوضون في الحوار على البقاء في مؤسسات البؤس السياسي (البرلمان)! وحال هؤلاء أيضا أسوأ من حال سفيان جيلالي الذي يتبنى نظرية أن النظام انهار ولابد من مساعدته على الرحيل وتنظيم البديل له مع بقايا النظام المنهار؟! أي مساعدة النظام على المغادرة دون الإضرار بالبلاد، وهي نظرية حق قد تؤدي إلى باطل! إذ أن الحوار مع النظام لمساعدته على الرحيل قد يؤدي إلى مساعدته على البقاء! تلك مصيبة أخرى قد تواجه الحراك وما وصل إليه من مكاسب حتى الآن.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات