الوضع حساس. والرهانات هي أكبر من أن تواجه بخطاب مكرر، يستند إلى "بعبع" اسمه الأيادي الخارجية.جميع الدول تعيش في وسط تنافسي. تتجسس فيما بينها، أمنيا واقتصاديا وعلميا. وبقدر ما تتجسس على الجار، وعلى المنافس، فهي تواصل العمل بحثا عن أفضل الحلول لمشاكلها.قد تكون صرخة أولئك المطالبين بحل سياسي يمر عبر وفاق متفق عليه، تبدو وكأنها صرخة في واد. لكن مع مرور الوقت تزداد القناعة بأن المخرج هو ذاك وليس غيره. فالانتخابات المتتالية، والتعديلات التي أجريت على الدستور، وترسانة القوانين المعدلة لم تمنح المجتمع مفاتيح الحل، ولا الهدوء ولا السكينة.فبماذا يتخاطب أطراف الثلاثية مثلا؟يفترض بعد كل لقاء بين الحكومة والباترونا ونقابة العمال، الخروج باقتراحات اقتصادية واجتماعية عملية. تكون واضحة ومفهومة. لكن الواقع يقول بغير ذلك. حيث تحولت منظمة الباترونا، ونقابة العمال، إلى "معول" سياسي يبرر ما هو قائم، ليس إلا.جربت الحكومة "العفو" عن المال الموجود خارج البنوك. فكان الحصاد هزيلا. وهي تجرب السندات. ولا يبدو وجود تناغم بين الخطاب الرسمي وبين أصحاب المال الموجود خارج البنوك. فما تمت تعبئته في شراء السندات، تم بأموال مودعة في البنوك. وحين نعرف بأننا نتحدث عما لا يقل عن 30 مليار دولار متداولة خارج البنوك، نعرف حجم التحدي ومعنى عدم القدرة على الإقناع لتوجيه المال الداخلي وجهة التنمية.إنها مسألة ثقة. وتحميل لكصاسي، المقال من البنك المركزي، مسؤولية انخفاض قيمة الدينار، يبرز مدى الانهيار الذي لحق بالقيم. وكيف تلاشت معاني الاحترام، أمام صعود قوة التضامن في مواجهة الفضائح حين يتعلق الأمر بفضائح بحجم أوراق بنما، أو سوناطراك 2.فهل نتفاجأ من طريقة التعامل السياسي والإعلامي والقضائي مع تلك الفضائح!يمكن القول إننا دخلنا مرحلة الانتقام تحت شعار "تنقية الأجواء". مرحلة سيتم العمل فيها على إسكات ثم إقصاء كل من يتجرأ على التعرض إعلاميا وسياسيا لأبطال الفضائح المالية والسياسية.فهل سيؤدي السكوت "القسري" عن الفساد وعن الانحراف، أو عن الانسداد السياسي، إلى تحسين الوضع؟تسريب أسئلة البكالوريا على نطاق واسع، منظم ومركز، لا يمكن فصله عن الوضع العام. ولا عن الصراع السياسي. لهذا لا يعتبر خيار "العمل المعزول" هو المناسب لتفسير ما حدث. لأن "المعزول" لا يقدر على التحكم في توزيع "الغش" بشكل مكثف.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات