اتهم اللواء المتقاعد، عبد العزيز مجاهد، قائد الأكاديمية العسكرية لمختلف الأسلحة بشرشال سابقا، في مقابلة مع “الخبر”، المغرب بالعمل على طمس الحقائق وتشويه صورة الجزائر دولة وحكومة وشعبا، في محاولة يائسة منه للنيل منها ومن مواقفها المناصرة للشعوب المستعمرة، وإرضاء لـ”فرنسا الاستعمارية” التي لا تزال تحلم بـ”إمبراطورية فرانس أفريك”. لماذا تهتم الرباط بطرح قضية رحيل الفريق توفيق مع الفرنسيين؟ نظام المخزن في المغرب يمارس العمالة بالوكالة خدمة لمصالح مستعمر الأمس.. من دون ذلك لا يستطيع الشعور بالوجود والأمان. ولما كانت فرنسا حريصة على هذا النوع من المتعاونين، فإنها تعمل كل ما بوسعها لإعطائه الشعور بالثقة وتصور نفسه بأنه لاعب مهم في المنطقة. هذا النظام يكن حقدا دفينا للجزائريين الذين وقفوا ضدهم أيام الحرب الأهلية في إسبانيا سنة 1936، عندما كانوا يقاتلون إلى جنب الجمهوريين جنود الديكتاتور فرانكو المدعوم بجنود المخزن، لذا لا نستغرب أن يحلم هذا النظام بأيام أفضل بعد التغييرات التي حدثت في مؤسساتنا العسكرية والأمنية مؤخرا.وما هي أسباب هذا الحقد الذي تتحدث عنه؟ بالنسبة إلينا، لا ننتظر من نظام المخزن مواقف غير المؤامرات والإساءة إلى الجزائر. تاريخيا هو حليف الأنظمة النازية والديكتاتورية والفاشية والصهيونية.. أول لقاء مغربي وعربي وإسرائيلي تم في المغرب بترتيب من الحسن الثاني.. كما أن زيارة السادات للقدس تم الإعداد لها من المغرب بدعم من فرنسا.. وجدار العار الذي بناه المخزن لتمزيق أراضي الصحراء الغربية، أنجز بالتعاون مع إسرائيل. بالمقابل، نحن لا نتدخل في شؤون الغير ولا نخطط للاعتداء على أحد وليست لنا أي أطماع توسعية، ومواقفنا ضد التدخل معروفة لدى القاصي والداني، أعلنا ذلك في عدة قضايا مثل مالي وليبيا وسوريا والعراق وتونس واليمن.وماذا عن الدور الفرنسي في المنطقة؟ النظام الفرنسي نزع القبعة الاستعمارية فقط.. أما ممارساته، نواياه، أساليبه، في استعباد الشعوب والاستيلاء على مقدراتها فلم تتغير. بعدما مارس الإبادة على طريقة ما فعله البيض ضد الهنود الحمر في أمريكا، هم اليوم لا يفوّتون أي فرصة للنيل من الجزائر، التي تحطمت في جبالها إمبراطوريتها “فرانس أفريك”. لا أبالغ إن قلت إن باريس لا تزال تحن لماضيها الاستعماري والدليل ما قامت به في ليبيا وسوريا.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات