اختار ضباط سامون في جهاز المخابرات بلدانا أوروبية للإقامة وشراء عقارات فيها، بعد إزاحتهم بقرارات من الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، وكانوا حتى وقت قريب محسوبين على مدير الجهاز، الفريق محمد مدين، المزاح من المنصب الأ سبوع الماضي بقرار من الرئاسة.
الحياة الجديدة لهؤلاء الضباط كتب عنها الصحفي الفرنسي، نيكولا بو، المهتم بالشأن الجزائري، في الجريدة الإلكترونية “موند أفريك” أمس، إذ ذكر أن الكثير منهم “انخرطوا في عالم الأعمال بفضل مدخراتهم التي جمعوها أثناء سنوات الخدمة التي قضوها في الخارج”. وأوضح أن “العديد من عقداء المخابرات سابقا يتنقلون باستمرار بين الجزائر العاصمة وعواصم عالمية، حيث اشتروا عقارات وأجّروها أو أملاكا تجارية”.وقال الصحفي، وهو المحاضر بـ”معهد المغرب العربي”، إن “إقالة العشرات من الضباط المقربين ممن كان قائدا للمخابرات حتى يوم السبت الماضي، الجنرال توفيق، لم تتسبب في إنزالهم إلى درجة الفقر”. بمعنى أنهم أصبحوا أغنياء بفضل الاستثمار في العقار والتجارة. وينسب المعلومات التي يقدمها إلى “مصادر”، ويذكر أن الأجهزة الأوروبية المكلفة بمحاربة تبييض الأموال “تبدو غير مكترثة” بمصدر استثمارات الضابط السابقين في المخابرات.ومن الأمثلة عن الضباط الذين صنعوا لأنفسهم حياة جديدة، يذكر نيكولا بو العقيد عز الدين، ملحق دائرة الاستعلام والأمن بشركة سوناطراك سابقا، الذي استلم حديثا وثائق الإقامة بفرنسا. ويقود حاليا، حسبه، مشروعا استثماريا يدر أرباحا طائلة مصدرها أملاك عقارية حصل عليها.المثال الثاني هو العقيد سفيان، ملحق المخابرات بميناء الجزائر سابقا، استقر في لندن حيث يملك شققا وبيوتا، حسب “موند أفريك” التي تقول إنه فتح حسابات بنكية في بلدان بأوروبا الشرقية. أما زوجة العقيد فاروق، المتوفى حديثا بالجزائر العاصمة، حسب الصحفي الفرنسي، فقد حصلت على الجنسية الفرنسية وتعيش على عائدات أملاك عقارية اشتراها زوجها في باريس ومونتريال بكندا.ويعد أعلى الضباط رتبة، الجنرال أحمد، أغنى المنتسبين السابقين لدائرة الاستعلام والأمن. ويملك، حسب الصحيفة الإلكترونية، العديد من العقارات في برشلونة ومدريد، زيادة على استثمارات بباريس. ولم يذكر الصحفي بو الأسماء الحقيقية لهؤلاء الضباط، فيما يشبه اسم الجنرال أحمد (أو ربما هو) خليفة إسماعيل العماري في قيادة مصلحة الأمن الداخلي أحمد خرفي، الذي نحاه الرئيس بوتفليقة واستخلفه بعثمان طرطاڤ العام الماضي. والأخير تم إنهاء مهامه على رأس نفس المصلحة بعد فترة قصيرة، وأحيل على التقاعد، وبعدها عينه بوتفليقة مستشارا للشؤون الأمنية بالرئاسة، ومنها نقله إلى قيادة المخابرات خلفا للجنرال توفيق.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات