شهيـد المقصلة الذي أرعـــب فرنسـا وهو في سجنه

38serv

+ -

عاد الباحث في تاريخ ثورة التحرير والتراث الثقافي لولاية معسكر بلقاسم مختار حجايل، أول أمس، إلى ظروف استشهاد البطل الشهيد أحمد زبانة بتاريخ 19 جوان 1956 بعدما نقل من زنزانته بسجن سركاجي وسيق به نحو المقصلة، وأكد المحاضر أن إعدام فرنسا للشهيد زبانة كانت وراءه أهداف كثيرة منها ترهيب الجزائريين وتخويفهم للقضاء على الكفاح المسلح الذي كان في عاميه الأولين.

 أكد الباحث في تاريخ الثورة التحريرية بلقاسم مختار حجايل، خلال ندوة “أحمد زبانة...شهيد المقصلة” المنظمة ببلدية زهانة بمعسكر بمناسبة الذكرى الـ68 لاستشهاد البطل احمد زبانة، أن إعدام فرنسا لهذه الشخصية الثورية على غرار مجاهدين آخرين يعد انتهاكا لكل الاتفاقيات والقوانين الدولية. وأضاف بأن “إعدام زبانة يعكس مسارا حاسما في تاريخ ثورة أول نوفمبر المظفرة التي تأججت بعد هذا الإعدام مع بداية معركة الجزائر”.

وأوضح حجاي أن قرار فرنسا إعدام زبانة يدخل ضمن إستراتيجيتها للقضاء على الثورة وتخويف الجزائريين من مواصلة الكفاح المسلح. كما أشار المتحدث خلال المحاضرة أن الهدف من وراء تنفيذ المستعمر الفرنسي حكم الإعدام في حق الشهيد زبانة بالمقصلة “هو القضاء على الثورة وتخويف الجزائريين من مواصلة الكفاح المسلح وإبعادهم عن الثورة وعدم دعمها لا بشريا ولا ماديا، لكن كل هذه المساعي باءت –حسبه- بالفشل. وقال إن إعدام الشهيد أحمد زبانة يعد إحدى جرائم الدولة الفرنسية التي لا يمكن محوها ولا نسيانها”، مضيفا أن قرار إعدام الشهيد زبانة “بمثابة جريمة ضد الإنسانية اقترفتها فرنسا الاستعمارية في حق البطل الذي زرع الرعب في نفسية المستعمر”.

كما أبرز المحاضر المسار النضالي والجهادي للشهيد أحمد زبانة ودور الكشافة الإسلامية الجزائرية في تكوين شخصيته الثورية. فيما دعا حجايل إلى تكثيف الأنشطة والمبادرات الرامية إلى التعريف بمثل هذه الشخصيات الثورية لجيل الشباب بما يساهم في صون الذاكرة الوطنية وإبقائها راسخة في أجيال الشباب وأبناء جزائر الحاضر والمستقبل.

ولد الشهيد أحمد زبانة في عام 1926، وانتقل مع عائلته إلى مدينة وهران بحي الحمري، أين نشأ وسط عائلة متكونة من ثمانية أطفال، هو الرابع بين إخوته. دخل الشهيد الرمز زبانة المدرسة الابتدائية باللغة الفرنسية ولما تجاوز هذا المستوى الدراسي غير المسموح به للجزائريين فقد طرد من المدرسة، ليلتحق بعدها بمركز التكوين المهني، حيث تخرج منه بحرفة.

وقد كلف أحمد زبانة بتفجير الثورة في منطقة سيق والقيام بعملية غابة لاماردو، وقام الشهيد البطل سنة 1954 بعملية في غابة لماردو، وبعد أسبوع من ذلك اكتشف أمره وألقي عليه القبض، ويقال إنه تم في غار بوجليدة لينقل إلى سجن سركاجي.

وقد حكم بالإعدام على الشهيد أحمد زبانة، لينفذ في 19 جوان 1956.

ويعتبر البطل زبانة أول شهيد بالمقصلة في عهد الاستعمار الفرنسي للجزائر. ويقال إن الشهيد عند توجهه من زنزانته إلى المقصلة، ظل يردد بأعلى صوت “إنني مسرور جدا بأن أكون أول جزائري صعد للمقصلة. تعيش الجزائر حرة مستقلة”.