كل الناس يلاحظون شبه تطابق بين موقف الحكومة الجزائرية الرسمي وموقف الشعب في الحراك من أزمة ليبيا، بل إن الحراك ذهب إلى أبعد مما تطلبه السلطة من الشعب، حين صاح المتظاهرون في مظاهرات الحراك ”نحن على استعداد للذهاب إلى ليبيا”..اليوم لاحظ الناس أيضا أن السلطة تحركت وتشجعت بعد أن تحرك الأتراك لحل مشكل ليبيا بالقوة أو بالحوار! فانعقد المجلس الأعلى للأمن القومي لأول مرة بخصوص الوضع في ليبيا، وقامت الجزائر برفض تهديدات حفتر لطرابلس، ولعلها أبلغت مصر بعدم قبولها لما يقوم به حفتر بتشجيع من مصر والسعودية والإمارات، وربما هددت تحت الطاولة بأن تسكت عما قد يقوم به الأتراك ضد حفتر الذي رفض الحل السلمي، وهذا ما جعل مصر تعيد حساباتها مع حفتر، وهرول وزير خارجيتها إلى الجزائر لإبلاغها باستعداد مصر للضغط على حفتر لقبول الحل السلمي إذا ما رفضت الجزائر الاصطفاف مع الأتراك وراء حكومة السراج المعترف بها دوليا.ولعل هذا الأمر هو الذي جعل وزير خارجية الجزائر، صبري بوقادوم، يطير إلى الرياض وإلى أبوظبي لإبلاغهم برأي الجزائر وربما رأي مصر الجديد بخصوص دفع حفتر إلى الجلوس إلى طاولة المفاوضات لحل المشكلة، وقد يكون شكري سامح هو الذي قال للجزائريين إن السعودية والإمارات هما اللتان تريدان تصفية حساباتهما مع تركيا على أرض ليبيا، لهذا طار وزير خارجية الجزائر إلى الرياض وإلى الإمارات ليقول لهما بوضوح بأن الجزائر لا تقبل أن يحدث في ليبيا ما يحدث في اليمن، حيث تتصارعون مع إيران على أرض اليمن، فالجزائر ترفض أن تتصارعون أيضا مع تركيا في ليبيا، وهو الأمر نفسه الذي أسمعه الجزائريون للمصريين عند زيارة شكري سامح إلى الجزائر.. والجزائر التي تحركت متأخرة في ملف ليبيا، تكون قد تحركت في المسار الصحيح، ولا يمكن أن يتخلى الشعب الجزائري عن حكومته في هذه المسألة، حتى ولو كانت الجبهة الداخلية فيها ما فيها من حراك، ولهذا فالحكومة تتحرك وجبهتها الداخلية متماسكة في هذا الملف.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات