الآن بدأ يتبلور الاصطفاف بين صفوف الشعب! هذا الاصطفاف الذي حذرنا منه لخطورته على الوحدة الوطنية.. وقد بدأت ملامح خطورة ما فعله عمر البشير بالسودان تتبلور في الجزائر!مواجهة الشعب لبعضه في شوارع المدن مسؤولية تتحملها السلطة الحاكمة كاملة! وقد يؤدي التهاون في معالجة هذه الظاهرة بالجدية المطلوبة إلى نتائج خطيرة، قد تنقل الصراع في الجزائر من حالة الصراع السياسي على الحكم والمنافع المرتبطة به، إلى حالة الصراع الجهوي والعرفي، وتكون نتائجه على البلاد كارثية، أقلها خطورة هو أن يحدث في الجزائر ما يحدث في العراق الشقيق، وأكثرها رعبا هو أن يحدث للجزائر ما حدث في السودان قبل 30 سنة!الانتخابات الرئاسية في البلدان الأخرى وسيلة لحل الأزمات السياسية، ولكن الانتخابات الرئاسية عندنا أصبحت وسيلة لإنتاج الأزمات العاصفة بوحدة الأمة وكيان السلطة!لماذا لا يتساءل المسؤولون عندنا عن السبب الذي يجعل الانتخابات الرئاسية أزمة، ولا يجعل الانتخابات التشريعية أو البلدية أزمة مماثلة؟! هل لأن الانتخابات الرئاسية فيها حجم التزوير أعلى من التزوير في البلديات والولايات والبرلمان؟! لا أبدا، التزوير واحد في جميع الانتخابات، والتحايل السياسي قائم في كل الانتخابات! فقط التحايل والتزوير في البرلمان والمحليات يجري في جميع أنحاء البلاد، باستثناء منطقة القبائل التي لا تزور فيها هذه الانتخابات! ولهذا نجد ذلك التناغم بين الشعب في هذه المناطق ومنتخبيه المحليين وفي البرلمان! ولكن المنطقة لا تنتخب في الرئاسيات، لأن مبدأ التزوير لا يمر هناك، ولهذا تظهر مسألة الأزمة في الرئاسيات ولا تظهر في الانتخابات الأخرى.والسلطة يجب أن تفهم بأن الحل لمعضلة الرئاسيات لا يكون بتعميم التزوير للانتخابات الرئاسية بمنطقة القبائل، كما هو الحال في بقية المناطق الأخرى، بل الحل هو تعميم عدم التزوير الحاصل في منطقة القبائل على كل مناطق الوطن الأخرى، وكل الناس يعرفون أن سبب ضعف النظام السياسي في البلاد هو وجود ظاهرة تزوير الانتخابات الرئاسية بطريقة لا تضر بمسألة شرعية الحكم فقط، بل تمس أيضا وفي العمق مسألة التسيير الجيد برشادة لدفة الحكم! ولسنا ندري لماذا تخاف السلطة الفعلية من مسألة إجراء انتخابات حقيقية بلا تزوير، والحال أن ذلك يزيدها قوة ولا يضعفها، كما يُعتقد!
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات