الامتحانات والمسابقات الخاصة بتولي المهن العامة والوظائف في الدولة وكذلك المهن الخاصة، أصبحت تعرف مشاكل لا حدود لها، فلا توجد مسابقة للتوظيف إلا وتندلع احتجاجات تكشف المستور في الكواليس... مسابقة توظيف الأساتذة في التربية الوطنية تعرف ما تعرف من مشاكل، ومسابقة الماجستير في الجامعات تعرف هي الأخرى ما تعرف.لكن التي قالت لهم “ناموا ولا تستيقظوا.. فما فاز اليوم إلا النوم...”، هي مسابقة تعيين الموثقين الجدد، فهذه المسابقة رغم أنها تجرى من طرف جهاز حساس هو العدالة، جهاز يعرف ما معنى التحايل والتضليل والتدليس في الامتحان، ويعرف أن القانون يعاقب على ذلك بأشد العقوبات.. رغم ذلك يحدث ما يحدث في هذه المسابقات.فالمسابقة الأخيرة كانت نتائجها فيها من الغرابة ما جعل الرأي العام يتساءل... فمثلا كيف تنجح بنت وزير بقدرة قادر.. وتنجح قريبة نائب مهم وسيناتور، بل ووصل الأمر في المسابقات الماضية إلى حد أن زوجة رجل أعمال هي التي تنجح... والكل يعرف أن علاقتها بعلم القانون مثل علاقتي أنا بعلم الحياة على الكواكب السيّارة!المشكلة أن العدالة التي يتطلع إليها الناس بأن تعالج أمراض الفساد في القطاعات الأخرى، أصحبت هي أيضا تعاني أكثر من غيرها من هذه الأمراض، إلى حد أنها أصبحت تصدّر أمراض الفساد إلى القطاعات الأخرى.المشاركون في مسابقة توظيف الموثقين يطالبون بتحقيق في عملية إعلان نتائج هذه المسابقة... وإذا كانت العدالة هي التي أشرفت على هذا الامتحان، فمن هي الجهة التي يرتاح إليها هؤلاء كي تجري التحقيق في الموضوع؟! لم يبق سوى أن نشكو أمر الفساد إلى الأمم المتحدة!قد يتساءل الناس: لماذا يتلاعب المتلاعبون بمسابقة الموثقين؟ والجواب.. لأن مهنة موثق تعني الثراء... يكفي فقط أن تعين واحدة موثقة في عاصمة البلاد ويؤمر لها بتوثيق عقود السكن للمواطنين في إطار عدل لتتحول إلى ميليارديرة في شهور.. هل فهمتم الآن لماذا تشرف هيئات عليا على نتائج مسابقة الموثقين؟[email protected]
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات