هل الاحتفال بالمولد النّبويّ جائز أم بدعة؟ إنّ الاحتفال بالمولد النّبويّ لا يعني تفجير المفرقعات وإحياء السّهرات، مثلما يحدث، وحصول منكرات من اختلاط ولهو وغيرهما، كما أنّ تلك المفرقعات اقتناؤها فيه إضاعة للمال وتعريض النّفس للخطر والهلاك. ومن المعلوم أنّ حفظ النّفس من الكليات المحفوظة في ديننا الحنيف.وإنّما الاحتفال بالولد يكون بعقد المجالس العلمية، الّتي تذكر فيها سيرة النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، ووجوب الاقتداء به وطاعته، قال الله تعالى: ”وأَطِيعُوا اللهَ والرَّسُولَ لَعَلَّكُم تُرْحَمُونَ” آل عمران:132، ولاعتبار سُنّته صلّى الله عليه وسلّم هي المصدر الثاني من مصادر التّشريع. وعلى هذا الأساس، فإنّ الاحتفال بالمولد النّبويّ لا يكون في يوم واحد من أيّام السنة، بل طيلة أيّام السنة.قال تعالى: ”قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ الله فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُم اللهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُم وَاللهٌ غَفورٌ رَحِيمٌ” آل عمران:31، وعلى هذا الأساس فالاحتفال به جائز. شخص تسبَّب في أذيّة جيرانه منذ سنوات بسبب مسكنه الّذي بناه فوق قنوات المياه الصّالحة للشّرب الخاصّة بهم ممّا أدّى إلى تخريبها وإلحاق الضّرر بالجيران. فما هي سُبل التخلُّص من أذاه؟ إنّ للجار على جاره حقوقًا يجب على كلّ من المتجاورين بَذلُها لجاره وإعطاؤها له، وذلك لقول الله تعالى: ”وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الجُنُب”، وقول الرّسول صلّى الله عليه وسلّم: ”ما زالَ جبريلُ يوصيني بالجار حتّى ظننتُ أنّه سيُوَرِّثُه” رواه البخاري ومسلم.ومن تلك الحقوق: عدمٌ أَذِيّتِه بقول أو فعل لقوله صلّى الله عليه وسلّم: ”مَن كان يؤمن بالله واليوم الآخِر فلا يؤذي جاره” رواه البخاري ومسلم، وقوله: ”والله لا يؤمن، والله لا يؤمن، فقيل له: مَن هو يا رسول الله؟ فقال: ”الّذي لا يَامَن جارُه بوائقَه” رواه البخاري.وبناء الجدار فوق قنوات صرف المياه الصّالحة للشّرب يُعتبر فعلاً مُضرًّا بالجيران، والدّليل شكواهم عليه، وقد قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم للّي سألعن الإحسان أو الإساءة إلى الجار: ”إذا سمعتَ جيرانَك يقولون قد أحسنتَ فقد أحسنتَ، إذا سمعتَهم يقولون قد أسأتَ، فقد أسأتَ”.وللجيران الحقّ في رَفع الأمر إلى الأمن أو البلدية من أجل تغيير الوضع وإصلاحه، فإن لم ينفع ذلك فليصبروا عليه لأنّ ذلك سيكون سبب خلاصهم منه، فقد جاء رجل إلى النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم يشكو جارَه فقال: ”اذْهَب فاصْبِر”، فأتاه مرّتين أو ثلاثًا فقال: ”اطْرَحْ متاعَك في الطّريق”، فطرحه، فجعل النّاس يمرّون به ويقولون: مالكَ؟ فيقول: آذاني جاري، فيلعنون جارَه، حتّى جاءه وقال له: رُدَّ متاعَك إلى منزلك فإنّي والله لا أعود. وإذا تمكّنوا من تغيير شبكة هذه المياه وإخراجها من حيث هي يكون خلاصًا لهم وحلا لمشكلتهم. والله أعلم.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات