+ -

 قال لي الوزير السابق للعدل محمد شرفي: المطلوب من الإعلام أن يساعدنا على تنظيف العدالة.. فأجبته أنه على العدالة أن تساعدنا على تنظيف الإعلام أولا. واليوم يطرح بجدية السؤال الكبير الذي طرحه هواري بومدين رحمه الله قبل 52 سنة خلت في المؤتمر الثالث لجبهة التحرير ذات أفريل من عام 1964 حين قال: “من هو الطاهر بن طاهر الذي بإمكانه أن يطهر الآخرين”!؟اليوم وزير الإعلام يقول بكل ثقة “إن الجزائر تنشط بها حوالي 24 قناة تلفزية لا يوجد بينها من يحمل ترخيصا كمكاتب لقنوات أجنبية سوى 5 فقط. ! والبقية تنشط خارج القانون. ! والوزير بالطبع لا يستطيع وقف هذه القنوات لأنها محمية من طرف نافذين في السلطة من النوع الذي تسبب نفوذه في وفاة والي عنابة! وتسبب نفوذه في إضراب مير الشلف عن الطعام والعدالة لا تتحرك!أنا شخصيا كنت من أنصار القاضي الطيب لوح في الثمانينات بالقلم عندما شق عصا الطاعة عن سلطة الحزب الواحد وكون نقابة القضاة التي طالبت بكرامة القضاة.. لكن اليوم الرجل على رأس وزارة العدل ولا يحرر القضاة للقيام بواجبهم في ملف والي عنابة أو ملف مير الشلف، وغيرها من الملفات التي تجعل القضاة في حالة “العين بصيرة واليد قصيرة”!لست أدري كيف يتحرك وزير العدل في موضوع من سب خالق السماوات ومن دعا إلى قتله ولا يتحرك في موضوع والي عنابة... كيف تهز الوزير تصريحات دونكيشوطية من كاتب ومدعي الإسلاموية ولا تهزه جريمة قتل كاملة الأركان حسب ما يقوله الشارع العنابي؟! لو كنت مكان وزير العدل لعالجت قضية كمال داود وحمداش بالطريقة التي كان يعالج بها هارون الرشيد علماء الزندقة والهرتقة.. حين كان يسجنهم في زنزانة واحدة.. فماذا لو قامت العدالة بسجن داود وحمداش في زنزانة واحدة وفرضت على داود حفظ القران كشرط للخروج من السجن وفرضت على حمداش حفظ كتاب الفيلسوف الألماني الملحد فورباخ!؟كل الأسلاك المهنية للدولة تمور بالمشاكل ويتململ بعضها إلى حد الانتفاضة كما حدث في سلك الشرطة.. إلا سلك القضاة لم يتحرك، رغم أن هذا القطاع يعاني من قهر وضغط قد يتجاوز في بعض الأحيان ما حدث لوالي عنابة ! ونفس الشيء يحدث في قطاع الإعلام أيضا ولا يتحرك الصحافيون..؟ربما لأن قطاع الصحافة والقضاة وصل فيه التعسف والفساد إلى مستويات قياسية أصبحت معها كل القيم المهنية مهدرة، فبعض الأحكام يحررها غير القضاة مثلما يحرر الفسدة للصحافيين المقالات؟!فأين نجد الطاهر بن طاهر الذي يطهر العدالة والإعلام بسكب روح الملح في هذه المرافق الحيوية للدولة؟!

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات