+ -

 الرئيس قرر عقد اجتماع مجلس الوزراء يوم غد الثلاثاء، وهذا بعد أن عقد اجتماعا بالوزراء المهمين الثلاثاء الماضي وقرر بهم وغيرهم اتخاذ إجراءات تقشفية اتجهت أساسا للشعب الغلبان، وسارع الوزير الأول بتنفيذها. الرئيس بهذا يحول مجلس الوزراء من مؤسسة دستورية لها صلاحيات اتخاذ القرارات الكبرى والحاسمة إلى مؤسسة استشارية عملها مثل صلاة الجنازة فرض كافية ǃكدت أبكي وأنا أرى وزراء (بالشلاغم) في جزائر الثورة يجتمعون في بيت الرئيس وليس في رئاسة الحكومة أو رئاسة الجمهورية، يجتمعون لأخذ قرارات مصيرية تخص الشعب الجزائري في جلسة ببيت الرئيس تشبه جلسة عيادة المريض في بيته.ǃ أو تشبه جلسات المعايدة في الأعياد والمواسم.ǃصحيح أن بيت الرئيس هو بيت رئاسي تابع لرئاسة الجمهورية.. لكن البيت يبقى بيتا ولا يصلح للاجتماع الوزاري الصغير أو الكبير لاتخاذ القرارات الحاسمة التي تخص مستقبل البلد والشعب.البرلمان أصبح حاله كما تعرفون يشبه “كُرْتَسْ” فرانكو في إسبانيا في الستينيات، وجد فقط لارتكاب الموبقات في حق خزينة الدولة وفي حق التشريع المشبوه.ǃ والحكومة أصبحت مثل تعاونية المستفيدين من (الكاب سياس) في عهد وزارة المرحوم طيبي العربي، ومجلس الوزراء أصبح لا يجتمع إلا بإذن من العائلة البيولوجية للرئيس.ǃ ويجتمع في بيت الرئيس ويأخذ الإذن من الطبيب الخاص للرئيس ومن فال دوغراس.ǃالزميلة (لوسوار دالجيري) نقلت لنا خبرا من مرسيليا يتماشى مع هذه الوضعية التي نعيشها الآن.. فقالت (لوسوار دالجيري) إن السلطات البلدية في مرسيليا طلبت من القنصلية الجزائرية هناك بناء مراحيض (لا أكرمكم الله)ǃ لأن الأعداد الهائلة من المواطنين الذين يبيتون أمام القنصلية لاستخراج جواز السفر.. لا يجدون مكانا لقضاء حاجتهم.. فيقضونها في الشارعǃ وقد مس هذا بنظافة المدينة.ǃإلى هذا الحد وصل حالنا في تسيير الشأن العام.ǃ ومع ذلك ما زلنا نسمي الوزير وزيرا والمدير مديرا والرئيس رئيسا والنائب نائبا.ǃ والصحفي صحفيا والجنرال جنرالا.ǃ والوالي واليا والمير ميرا والسفير سفيرا، والواقع يقول إنه لم يبق من هذه الأسماء إلا الألقاب والأجور.ǃأنا فعلا أعاني من “أنفلونزا” حادة ولدي رغبة جامحة لأن أعطس في وجه هذا النظام.. وفي هذه أقول لكم أكرمكم الله.ǃ

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات