+ -

الرئيس بوتفليقة عقد مجلسا وزاريا مصغّرا لأخذ قرارات كبرى تخص الشعب.. مجلس الوزراء غير مؤهّل لأن يجتمع ويتخذ مثل هذه القرارات التي اتخذت عبر عمل وصف بـ«السرية” وفي مجلس مصغر قيل عنه إنه ضم وزراء “قش بختة وفناجن مريم”، حسب تعبير الرئيس.الطريف في هذا الاجتماع أن الرئيس دعا المجتمعين إلى وقف التبذير، وفي هذا، الرئيس على حق، فمن اجتمع بهم هم رموز التبذير في البلاد، والرئيس هو الذي عيّن هؤلاء المبذرين الذين هم إخوان الملائكة! لكن الرئيس بهذا يعترف بأن هناك في البلاد التبذير وأمر الوزراء بوقفه. ونشكر السعودية على أنها خفّضت أسعار البترول كي يتفطن الرئيس الجزائري إلى التبذير ويأمر بوقفه.اللافت للانتباه أن الرئيس لم يأمر بوقف الفساد، لأن الفساد أصبح من العقيدة المقدّسة للحكم، ولا يمكن الأمر بوقفه، والجيّد هو وقف التبذير. لكن الوزراء فهموا توجيهات الرئيس لمحاربة الفساد فهما مقلوبا، ربما لأنه يعاني من صعوبة النطق، ولذلك لم يستطع تبليغ رسالته كما يجب، أو ربما لأن الرئيس أصبح يقول كلاما غير مفهوم والوزراء يتصورون معه للاستهلاك العام، وبعد ذلك يفعلون ما يروق لهم باسمه.إذا لم يكن الأمر هو هذا، فكيف يحارب سلال باسم الوزراء والحكومة الفساد بوقف التوظيف في الوظيف العمومي؟ أي أن أول قرار هو وقف محاربة البطالة، أي أن الشعب هو الذي يبذر وليس الوزراء والحكومة. ولماذا لا يقوم الوزير الأول بتقليص عدد وزرائه مادام الوظيف العمومي هو المشكل في التبذير؟والقرار الثاني هو وقف استيراد مواد البناء من الخارج، وهذا معناه وقف جزء من البرنامج الإسكاني، أي أن قضية الشغل والسكن التي يفتخر بها الرئيس على أنها إنجازات، هي في الواقع تبذير ينبغي محاربته.. فهل قال الرئيس هذا أم أن سلال لم يفهم ما قاله الرئيس؟ميزة رجال الدولة عندنا أنهم لا يعرفون ما يقولون، فهذا زعيم الأفالان قال: إن الرئيس قد وضع كل مسؤول أمام مسؤولياته، وكأن الرئيس ليس مسؤولا عن هؤلاء المسؤولين، وليس مسؤولا عن تنفيذ برنامجه. والحال أنه جمع كل الصلاحيات في يده، حتى الناطقة الرسمية باسم “الأرندي”، نوارة جعفر، قالت كلاما يدل على أنها ليست في كامل وعيها أو أنها لا تعرف ما تقول، أو أنها سرقت عبارة “التغوّل” من الأشقاء في تونس ولم تع معناها، فقد قالت: “إن بعض الأحزاب تمارس التغوّل”.. فمن هذه الأحزاب التي تمارس التغوّل؟ الأرندي الذي تتحدث باسمه؟ أم الأفالان التي شتّت قطعانها النضالية ذئاب الشيتة والموالاة؟ أما أحزاب المعارضة فالمعروف عنها أنها أرانب، ولا تمارس التغوّل، بل تمارس “الترنّب” السياسي.في بعض الأحيان يحس الصحفي والمواطن بإعادة “فرمطة” مداركه كي يستطيع فهم ما يقوله الرئيس ورجال الرئيس وأحزاب الرئيس، أو يمارس “الترنّب” الإعلامي.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات