صفعات تونسية ساخنة تلقيناها اليوم من جارتنا الشرقية، ليست صفعات غدر أو حقد لكنها درس بكل معنى المقاييس ينبغي على “غبريطينا” و”مباركنا” إدخاله ضمن مناهجنا التربوية والتعليمية، اليوم فاز الباجي قايد السبسي في انتخابات الرئاسة التونسية مزيحا الرئيس المترشح منصف المرزوڤي، في صورة لا نراها أبدا في كوكب الجنوب المتخلف، بينما تعودنا عليها في كوكب الشمال المتقدم، وأنا شخصيا لا أذكر أن رئيسا خسر الانتخابات واليوم يحدث ذلك فعلا، فهنيئا لتونس هذا الرقي والتقدم، أما نحن لنتابع الدرس التونسي ولنتعلم منها، نحن الذين نتغنى بالديمقراطية وحرية التعبير ونردد أسطوانة الشعب العظيم، لعلنا في ختام الدرس نستنتج أننا كنا شعبا عظيما ولم نعد اليوم كذلك.
الصفعة التونسية الثانية أحسست بها شخصيا وكم كانت صادقة، اليوم على إحدى القنوات الفرنسية أطلت عضو الحملة الانتخابية للرئيس المترشح منصف المرزوڤي واسمها السيدة جميلة، ولست أدري إن كانت فعلا جميلة إلا أن كلامها كان كذلك، سألتها المذيعة هل تعترفين بهزيمة المرزوڤي، فأجابت بالرغم مما شاب الانتخابات من بعض التجاوزات إلا أن فوز الباجي قايد السبسي يبدو واضحا، هنا أفتح قوسا واسعا وأقول للمعارضة وللمترشحين، الذئاب منهم والأرانب، تابعوا الدرس وتعلموا كيف “تنهزمون بانتصار”، لكنها أردفت قائلة بالحرف الواحد: “اليوم خرجت تونس من منظومة الدول التي يحكمها رؤساؤها إما من غرف الانعاش وإما من كرسي متحرك” (استمتعوا “بالكف”).. أجل هذه تونس التي كنا نحن الجزائريين نسخر من شعبها أيام حكمها البورقيبة وتسلط فيها، وأيام حكمها الزين الهارب وأفسد فيها، لقد كان السياح الجزائريون العائدون من تونس يسخرون أيضا من شعب تونس الذي يخشى الحديث في السياسة أو ذكر اسم الرئيس حتى في منازلهم خوفا من بطش الحاكم الذي كان يخيل إليهم من خوفهم أنه موجود في كل مكان، لكنه في الواقع كما قال “تميم” إن الحاكم لا يوجد إلا في خيالهم، أو على الأقل بالنسبة إلينا فهو موجود على كرسي متحرك.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات