+ -

 السلام عليكم، لا أدري ما سر تحاملك على الإخوان في مصر، رغم أني متيقن أنك تعرف جيدا مواقفهم الثابتة، وقد قدموا عربون التعريف بهم وبمنهجهم في الحياة في آخر معركة عسكرية مع العدو في غزة (العزة).أم أنك مصاب بنفس الداء الذي يعانيه بعض السياسيين الجزائريين منهم وحتى بعض العرب. لازلت أتذكر مقولتك في نقطة نظام في الثلاثي الأول من سنة 2013: أنك تتحسر على عدم تقديم شيء يذكره التاريخ كبصمة لابنك في المستقبل، وهذا الكلام قلته في سياق تنويهك بما قام به الإخوة التوانسة ثم المصريين. يا أستاذ سعد تعلمنا منكم الجرأة في الحق والثبات عليه فلا تخذل إخوانك في مصر، فيكفيهم ما يلاقونه من بلاء في سبيل تجسيد مشروع الأمة، والذي سلكوا فيه أسلوب التبشير لا التنفير، والتيسير لا التعسير، والمجادلة بالتي هي أحسن لا بالشدة والغلظة، وهذا أصل ثابت في دعوتهم ويشهد به خصومهم وأعداؤهم والسلام عليكم.برهان تاج أنا لست ضد الإخوان في مصر وفي غير مصر، ولكن ضد عدم ارتقائهم إلى مستوى الحكم في العديد من الدول العربية مثل مصر وسوريا والجزائر، وأنا معجب بإخوان تونس وإخوان تركيا... فقد ملك إخوان تركيا أضخم نظام علماني عرفه التاريخ الإسلامي واستأثر به العسكر التركي.. فكان موقف أربكان من الروائع السياسية وهو ينحني أمام هول عواصف العسكر بإلغاء حقه في الحكم بعد فوزه بالانتخابات عدة مرات.. وهذا ما سمح بأن يظهر الشاب أردوغان ورفاقه وفعلوا ما فعلوا بتركيا تنمية وإعادتها إلى إطارها الحضاري بأقل التكاليف..ونفس النهج سلكه إخوان تونس الشقيقة كقوة سياسية لها وزنها في المجتمع التونسي، ولم يرتكب الغنوشي الحماقات السياسية التي ارتكبها مرسي وجماعته في مصر، رغم تضييعه لفرصة بقاء الإخوان قوة سياسية أولى في تونس، عندما استحلى بعض جماعته الكرسي وبقوا مع الترويكا ثلاث سنوات عوض سنة في المرحلة الانتقالية، وهي نزعة ديكتاتورية.. لأن الديكتاتورية معناها أن نحكم الناس بدون إرادتهم عبر الوصول للسلطة بالقوة أو بالحيلة والبقاء فيها بالقوة أو بالحيلة أيضا.ويجب أن نعترف لإخوان تونس بأنهم تفطنوا للخطأ وانسحبوا انسحابا تكتيكيا يُشكرون عليه، وجنبوا بلدهم وشعبهم وحزبهم ويلات ما حدث ويحدث في مصر وفي سوريا وفي ليبيا وقبل هذا ما حدث في الجزائر.إنني عندما أسمع وأرى السيسي يحكم مصر بهذه الطريقة، وأسمع بوتفليقة يثني عليه أكاد أبكي وألعن مرسي الذي مكّن هذا السيسي من رقاب المصريين باختياره من دون ضباط مصر الأشاوس على رأس الجيش! بحجة أنه إخواني ويصلي؟!إن مرسي وجماعته أضاعوا في 70 أسبوعا من الحكم ما بناه رجال الإخوان في 70 سنة من النضال والكفاح! أليس حال الإخوان في عهد السيسي أسوأ من حالتهم في عهد مبارك؟! ومن المسؤول عن هذه الوضعية، هل هو مبارك أم السيسي.. أم شعب مصر أم مرسي وجماعته الإخوانية؟! أترك لك الإجابة.قد تقول لي مرسي “غلّطوه” في السيسي، فأقول لك من يخطئ في تقدير الرجال بهذا الحجم لا يحق له أن يحكم شعبا بحجم شعب مصر؟!نعم أنا من جيل قضى طفولته بين الأبطال الذين حرروا الجزائر وأمضى شبابه في صحبتهم بعد الاستقلال... هم تركوا لنا مجد تحرير البلاد.. ونحن لم نستطع أن نترك لأبنائنا مجد بناء البلد.. لهذا أنا أحس بالإحباط والهوان لأنني لم أقم بواجبي نحو بلدي كما يجب!

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات