صحيح ما أشار إليه بعض القراء من أن مسألة أسعار النفط لا تتعلق بالسعودية وحدها، بل تتعلق بحكومة الجزائر أساسا، فالجزائر هي التي مكنت السعودية من عنق الجزائر، لأنها رهنت خبز الجزائريين بمادة تمتلكها السعوديةǃ من خلال رهن أسعار البترول بقرار سعودي بالأساسǃالمصيبة أن حتى الغاز الذي هو ثروة وطنية جزائرية نظيفة، سعت حكومة الجزائر، ببله سياسي واقتصادي، إلى ربط سعره بسعر البترول الذي تملكه السعودية بكثرة وغير السعودية أيضا؟ǃ هل يعقل لدولة عاقلة أن ترهن سعر ثروة تملكها بسعر ثروة يملكها غيرها؟ǃ هذا لا يحدث ولا يصدر عن حكومة إلا إذا كانت حكومة بضحالة حكومة الجزائر في الثمانينات، حين كانت هذه المسألة مطروحة بجدية؟ǃ الآن عندما تتدهور أسعار البترول تتدهور أسعار الغاز أيضا، رغم أن ثروة الغاز جيدة ونظيفة وينبغي أن تكون أسعارها خارج أسعار النفط الملوث.لكن الحكومة التي وصلت عبقريتها إلى بيع البطاطا مع الفأس في أسواق الفلاحǃ سنت أيضا قانون ربط سعر الغاز الذي تملكه الجزائر بسعر البترول الذي تملكه السعودية؟ǃلماذا لا تربط أمريكا وفرنسا أسعار القمح الذي تملكانه كمادة استراتيجية بسعر مواد أخرى تملكها شعوب أخرى مثل القهوة والشاي والأرز مثلا؟ǃ أليس من حق السعودية أن تفعل بنا ما تفعل، لأن حكومتنا سلمت لها رقبة الجزائر؟ǃالطريف في الأمر أن وزير البترول السعودي قال إن أسعار البترول سترتفع.. ولا وجود لمؤامرة سعودية ضد أسعار النفطǃ فإذا كانت السوق هي التي تحدد الارتفاع والنزول، فلماذا يقول إن الأسعار سترتفع؟ǃ وفي نفس الوقت يقول الوزير السعودي إن السعودية لن تخفض الإنتاج؟ǃ فكيف ترتفع إذن خارج قرار خفض الإنتاج؟ǃاللهم إلا إذا كان قرار تدهور الأسعار قد تم بالاتفاق بين السعودية ودوائر معروفة وتم خارج قوانين السوق.. وفي نفس الوقت يمكن إصلاحه خارج قوانين السوق؟ǃ وهذه أيضا تزيد من مسؤولية السعودية ومن تورطها في الموضوع.لكن على الجزائر أن تنفض الغبار عن هذه التبعية، وأن تشرع فعلا في عملية إعادة النظر في تحرير الجزائر من التبعية في قرارها الاقتصادي إلى هذا البلد الذي دأب على الإضرار بمصالحنا منذ 40 سنة أو يزيد، فضلا عن عملية فصل خبز الجزائر عن البترول والغاز وأسعاره؟ǃ[email protected]
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات