أنا اليوم أحس بالاختناق، وأعيش وكأنني أتنفس تحت الماء أو أصعد إلى الجبل.منذ أيام ابتلعت على مضض كبقية الجزائريين ما قاله الوزير الأول، عبد المالك سلال، للرئيس الفرنسي، هولاند، في قصر الإيليزيه “أدعوك لزيارة الجزائر لتطّلع بنفسك على صحة الرئيس بوتفليقة وتتأكد بأنه بصحة جيّدة”.عندما سمع هولاند هذا الكلام من سلال ضحك فزادت غبطة الوزير الأول سلال بما قاله لهولاند! ولم يحس الرئيس الفرنسي ضحك استهزاء بما قاله سلال وليس إعجابا بما قيل.هل يعقل أن رئيس حكومة الجزائر يمكن أن يفكر بمثل هذه الضحالة، ويدعو رئيس فرنسا لزيارة الجزائر ويطّلع بنفسه على سلامة صحة الرئيس بوتفليقة؟كل الناس تعرف أن الرئيس الفرنسي هولاند يعرف حقيقة مرض الرئيس الجزائري أكثر من الرئيس بوتفليقة نفسه! ومن لا يعرف هذه الحقيقة لا يعرف السياسة ولا الدبلوماسية ولا الطب ولا الأمن، فكيف لا يعرف هذا الأمر رئيس حكومة الجزائر الذي يوقع على أكثر من 70 اتفاقية اقتصادية وسياسية وثقافية ترهن مستقبل العلاقة بين الجزائر وباريس؟ ألا يحق لي أن أختنق؟اليوم أصبح صدري “يخرخش” مثل الراديو الذي ماتت بطاريته عندما سمعت الطريقة التي عالجت بها رئاسة الجمهورية قضية الإشاعة التي تتحدث عن نقل الرئيس بوتفليقة مجددا إلى “فال دوغراس”، فقالت الرئاسة إنها استدعت سفير مصر وسفير إيران لتقديم أوراق اعتمادهما للرئيس في مساء ذلك اليوم لتكذيب الإشاعة ! متى كانت الرئاسة تنشر خبر استقبال السفراء قبل استقبالهم؟ أليس صياغة الخبر بهذه “البلادة” تؤكد الإشاعة دون علم هؤلاء بما يفعلون؟ أليس البلاد فعلا تعيش “هملة” إعلامية في الوزارة والرئاسة وحتى في الأجهزة الحساسة؟ أليس من حقنا كمهنيين أن ندعو إلى الحجر على مؤسسة الرئاسة والوزارة الأولى ووزارة الاتصال حتى لا تتصرف بمثل هذه الأخبار التي تسيء للبلد؟وما زاد الطين بلة هو أن “المعتوهين إعلاميا” في مؤسسات الدولة قالوا إن الإشاعة مصدرها وجود طائرة رئاسية خاصة في مطار فرنسي، وهي طائرة مجهّزة طبيا لنقل المرضى.. فماذا تفعل هذه الطائرة الرئاسية هناك؟ وإذا نقلت هذه الطائرة الرئاسية شخصية أخرى غير الرئيس، فمن هو؟ ولماذا تسترت عليه الرئاسة؟ وما الفائدة من التستر على هذه الشخصية؟ وهل تحولت طائرات الرئاسة الجزائرية إلى طائرات إسعاف “آس أو آس” مهمتها نقل رجال الرئيس السياسيين والبيولوجيين للعلاج في الخارج؟ وهل أصبحت الطائرات الرئاسية الخاصة تستخدم في تهريب المرضى إلى فرنسا؟ أو ربما تستخدم في تهريب أشياء أخرى قد لا نعلمها؟ أليس من الأفضل لو أن السلطات الجزائرية تحدثت للإعلام عن مهمة هذه الطائرة، قبل أن تكشف من طرف الإعلام الأجنبي؟ لكن الرئاسة أصبحت شاغرة فعلا.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات