قال وزير الفلاحة: إن الرئيس بوتفليقة سيوزع مليون هكتار من الأراضي على الشباب لمباشرة الشروع في تحضير عصر ما بعد البترول.ǃ صح النوم يا سيادة الرئيس.ǃ عصر ما بعد البترول في الجزائر قد بدأ ولا يمكن تجاوز أخطاره بتوزيع الأراضي على الشباب بعد فوات الأوان.ǃكل الدلائل تشير إلى أن هذه العملية إذا تمت سيكون مصيرها نفس مصير سياسة (لونساج) ومصير سياسة الاستصلاح الفلاحي التي باشرتها الوزارة منذ سنوات عبر ما سمي بشركة الاحتياطات الفلاحية... فقد رمت الحكومة عشرات الآلات من المليارات في استصلاحات وهمية كانت نتيجتها.. ظهور عقارات ملكية لجزائريين في الدول الأوروبية مثل فرنسا وإسبانيا وإيطاليا، فهل ستكون عملية توزيع الأراضي على الشباب في 2015 في نفس السياق الذي تمت فيه عملية الاستصلاح الفلاحي.؟ǃإذا أراد الرئيس فعلا معالجة ملف الفلاحة وتحضير عصر ما بعد البترول، فأحسن له أن يأمر العدالة بمعالجة جدية لملف شركة الاحتياط الفلاحي الذي يقبع مسؤولها في السجن منذ أكثر من 6 سنوات بلا محاكمة، في وقت يتمتع السراق الحقيقيون بالأموال التي سرقت باسم الاستصلاح وحولت إلى فرنسا وإسبانيا في شكل عقارات.ما فهمته شخصيا من تصريحات وزير الفلاحة أن الرئيس يريد اللجوء إلى عملية توزيع الأراضي على الشباب، بعد أن جفت أنابيب المال العام الآتي من ريع البترول، بعد تدهور أسعار البترول، وبالتالي فالرئيس يريد استبدال ريع البترول المبدد بريع الأرض في عملية تبديدية جديدةǃنعم، إذا كانت هذه الأرض تحتاج إلى سواعد شباب لخدمتها، فلماذا بقي الرئيس 16 سنة في الحكم ولم يقدم على هذه العملية؟ǃ ولماذا يعمد اليوم إلى عملية توزيع الأرض.؟ǃ هل هو مشروع استثمار الشباب والأرض لتجاوز مرحلة ما بعد البترول أم هي عملية جديدة لتوزيع عشوائي بلا هدف لثروة جديدة هي ريع الأرض؟ǃالفوضى التي تمت في حكاية معالجة الأراضي الفلاحية المستصلحة.. وحكاية السكوت الرئاسي عن هذا الملف أمام العدالة، يدل على أن الأمر ليس فيه نية لمعالجة موضوع الفلاحة... بل النية هي توزيع الاستفادة من الفساد العام على الشباب بالريف لامتصاص الاحتجاجات التي حولت الاستقرار الوهمي إلى فوضى خلاقة سياسيا؟ǃ مسألة توزيع الأراضي بهذه الطريقة هي علامة أخرى على تخبط النظام بعد كارثة إضاعة فرصة البترول[email protected]
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات