السلطة في الجزائر منزعجة من السؤال الذي يطرحه الاتحاد الأوروبي “من يحكم من في الجزائر”! وتجاوز انزعاج السلطة في الجزائر من هذا السؤال الذي يطرحه الأوروبيون ذلك الانزعاج الذي صاحب تذمر السلطة في الجزائر من السؤال: من يقتل من في الجزائر؟!الاتحاد الأوروبي الذي تربطه علاقات إستراتيجية تتعلق بأمنه الحيوي جنوب المتوسط وتتعلق أيضا بأمنه الطاقوي في شمال إفريقيا عبر الجزائر وليبيا... هذا الاتحاد من حقه أن يتساءل عمن يحكم من في الجزائر؟وهو يرى الجزائر تتدحرج نحو أفق مجهول، يمكن أن يكون أسوأ مما يحدث في ليبيا أو أوكرانيا...الإنزال الدبلوماسي المتتالي للأوروبيين نحو الجزائر تحاول السلطة في الجزائر تحويله إلى علامة صحة دبلوماسية لعلاقة الجزائر بالاتحاد الأوروبي، لكن الحقيقة هي أن هذا الإنزال له علاقة بقلق أوروبي حول المستقبل الغامض الذي ينتظر الجزائر في الأفق المنظور. فالأوروبيون يريدون معرفة عن كثب إلى أين تتجه الجزائر حتى لا يفاجأوا بغير المتوقع.. ولهذا جاء الطليان وجاء اليونان وقبلهما الأتراك والفرنسيون والإسبان... والجميع يبحث عن الوجهة التي تتخذها السلطة بعد بوتفليقة... لكن الجميع حتى الآن لم يعرف ماذا سيحدث في الجزائر؟ لأن السلطة نفسها في الجزائر لا تعرف إلى أين تتجه؟!رئيس مريض ويحكم ولا يضع في حسبانه ما يمكن أن يقع لو تدهورت صحته أكثر، وجيش يرفض مطالبة المعارضة برئاسيات مسبقة، وفي الوقت نفسه يعلن أنه لا يمارس السياسة ولا يتدخل في الشأن السياسي العام.أحزاب الحكم غرقت في الصراعات الداخلية إلى درجة أنها أصبحت عالة على السلطة نفسها... فحين تصبح الشرطة مثلا مطالبة بحماية قيادة حزب الأفالان من خصومها في هذه القيادة بواسطة تدخل الشرطة لمنع الصحافيين من تغطية اجتماعات المتمردين، فذاك يعني أن الحزب أصبح عالة على السلطة وليس آلة في يدها كما كان من قبل... !ولهذا من حق الاتحاد الأوروبي أن يشعر بالضبابية وضياع الرؤية لتلمس المستقبل السياسي للبلد.البلد شبه مشلول بالاضطرابات الاجتماعية والاضطرابات في القطاعات الحيوية كالتربية والجامعة وغيرها، والمؤسسات الدستورية كالبرلمان تتحدث عن الزيادات في أجور النواب وعن الجواز الدبلوماسي وعن تحويل الأموال من طرف النواب إلى الخارج عبر البنك المركزي، والرئاسة المشلولة تتحدث عن طرح دستور جديد نأمل فيه أن يكون عصا موسى لتلقف سم المعارضة من الشارع! وسؤال الاتحاد الأوروبي “من يحكم من في الجزائر؟”، يصبح غير كاف أمام ظواهر الشلل التام لكل مؤسسات الدولة بواسطة الفساد والإفساد والرداءة، وبات سؤال آخر يطرح بإلحاح وهو: من يريد محاسبة من وإبعاده من الحكم؟[email protected]
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات