+ -

 سعداني على حق حين قال: “إن أزمة الجزائر موجودة في الخبر!”. نعم نحن في الخبر نعيش أزمة تعامل السلطة مع “الخبر”! فعندما يأتينا خبر مرض الرئيس من صحيفة فرنسية محلية لابد أن تعيش الخبر أزمة خبر!ولكن سعداني الذي أعاب على الصحافة الوطنية التعاطي مع خبر الصحيفة الفرنسية المحلية في موضوع مرض الرئيس لم يقل لنا من نقل صناعة الخبر الجزائري حول مرض الرئيس إلى فرنسا، هل رئيس حزبه الذي فضّل أن يخاطبنا رجاله بالخبر عبر المؤسسات الفرنسية أم نحن الذين نطالب بأن يكون حزب سعداني وحكومته ورئيسه ورجاله في الحكم وطنيين حتى في نشر أخبار مرض الرئيس؟!سعداني يقول: إن المعارضة عليها أن توضح موقفها من مقاطعة الحوار حول الدستور؟! لكن لم يقل لنا لماذا فضّل رئيس حزب الأفالان إسناد هذا الحوار إلى الحزب الثاني من الحكم عبر بن صالح في البداية ثم عبر أويحيى لاحقا..؟ ! لماذا لم يتم إسناد هذا الحوار إلى شخصية في الحزب الذي يرأسه سعداني وهو حزب الرئيس وحزب الأغلبية.. فإذا كان هذا الحزب غير قادر على قيادة الحوار وغير قادر على قيادة الحكومة فماذا يقود إذن؟!المضحك أيضا أن سعداني يطالب المعارضة بمناقشة كل شيء يتصل بالحكم إلا الرئيس! فهل يوجد في البلاد سلطة غير الرئيس بعد الذي أحدثه الرئيس من عبث بالمؤسسات (البرلمان والحكومة) وحتى الجيش؟والأطرف من هذا كله أن سعداني يريد من “الخبر” أن تنشئ حزبا معارضا. فهل هناك أحزاب معارضة أو هل هناك إمكانية إنشاء أحزاب أصلا، إذا كانت مسألة الحديث عن منصب الرئيس غير واردة.. فبماذا ستتحدث الأحزاب إذن؟ عن التأييد والمساندة كما تفعل الأفالان الآن؟أتذكر أن الأفالان نفسها طرحت الفكرة نفسها سنة 1989 عندما قالت إن منصب الرئيس غير قابل للنقاش وهو خط أحمر، وما دون ذلك يمكن مناقشته من الدستور إلى الحكومة إلى البرلمان إلى البلديات، وقد رأينا كيف فوتت هذه الفكرة على الجزائر إمكانية التحول السلمي كما حدث في أوروبا الشرقية.. وبسبب استثناء الرئيس من النقاش دخلت البلاد في أزمة خطيرة كانت العشرية الحمراء أحد مظاهرها.. فهل يريد سعداني إعادة الظروف نفسها؟ مع الفارق أن المؤسسة العسكرية في عهد الشاذلي كانت متماسكة، والحالة الآن ليست كما كانت سنة 1989. والأكيد أن “الخبر” هي التي أخرجت مناضلي الأفالان وجعلتهم يركضون وراء بعضهم البعض بالعصي في أرقى حي في الجزائر!.. فالأزمة إذن أزمة خبر في الخبر[email protected]

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات