+ -

 المصحة التي نقل إليها الرئيس بوتفليقة في ڤرونوبل مشهود لها بالتخصص الدقيق في أمراض القلب والشرايين في فرنسا كلها، وكثيرا ما تجري فيها تربصات لتخصصات أمراض القلب والشرايين تشمل الأطباء من أنحاء فرنسا كلها في طب هذا الاختصاص.ويذكر أن الرياضي الألماني الشهير “شوماخر” الذي دخل في غيبوبة بعد حادث التزحلق قد نقل إلى هذه المصحة.وإذن ليس عيبا أن ينقل الرئيس بوتفليقة إلى هذه المصحة، سواء للعلاج أو لإجراء فحوصات دقيقة.. لكن العيب هو أن يتم الأمر بطريقة سرية تبعث على الشك والريبة، بل ويعالج الأمر إعلاميا بطريقة بائسة تدل على أن أزمة الإعلام عندنا أصبحت جزءا من المشكلة العامة في البلاد.هل يشرّف الإعلام الجزائري والرئاسة الجزائرية أن خبر دخول الرئيس إلى هذه المصحة تعطيه صحيفة فرنسية محلية وتؤكده الحكومة الفرنسية!؟ في وقت تلازم وسائل الإعلام العامة والخاصة والسلطات الرسمية الجزائرية الصمت إلى درجة الريبة والشك؟!ماذا نفعل بوزارة الإعلام إذا لم يكن باستطاعتها أن تسيّر ملف مرض الرئيس بصورة مقبولة إعلاميا؟! هل يشرف الرئاسة وحكومة الجزائر أن تقوم بإعطاء خبر عودة الرئيس من المصحة إلى الجزائر عبر جريدة لوفيڤارو الفرنسية؟! هل الأمر يخص الفرنسيين أم يخص الجزائريين بالدرجة الأولى؟ !البلاد فعلا تعيش هملة إعلامية مثلما تعيش هملة سياسية وأخرى اقتصادية... ربما أخطر حتى من هملة مرض الرئيس نفسه؟!الطريف في الموضوع أن التلفزة الوطنية عالجت الموضوع بخبر يثير الضحك! حيث نشرت خبرا قالت فيه: “إن الرئيس بوتفليقة بعث برسالة تهنئة إلى الرئيس محمود عباس! وقدم الخبر بصيغة تكذيب الأخبار التي تداولتها وسائل الإعلام العالمية!وسيلة شبه إعلامية أخرى ذكرت أيضا بما يثير الضحك الإعلامي أن الرئيس بوتفليقة يستقبل رئيس الوزراء التركي يوم الأربعاء القادم؟! وكم تمنيت لو قالت هذه الوسيلة بعد ذكر الخبر “إن شاء الله”! تسيير ملف دخول الرئيس إلى هذه المصحة إعلاميا لا يحتاج إلى علم كبير.. كان من الواجب على المسؤولين على إعلام الرئاسة ووزارة الإعلام أن يقف أحدهم أمام المصحة ويقول: “الرئيس دخل المصحة لإجراء علاج أو فحوص روتينية تتعلق بالعلاج العادي الذي يباشره منذ زمان، وبذلك لن تكون في حاجة إلى مثل هذه البلبلة الإعلامية والسياسية التي تعصف بالرأي العام.. لكن حالة الهملة التي تعيشها البلاد في جميع المجالات، ومنها المجال الإعلامي، هي التي تفعل ما تفعل بالبلاد[email protected]

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات