الجزائر ستعطي المغرب الثالثة في الخامسة

+ -

 المغرب يتحرّش بالجزائر، والجزائر ساكتة ويحق لها أن تسكت، لأن المغرب ليس له أي شيء يفعله سوى التحرش بالجزائر إزاء المسار الذي اتخذته قضية الصحراء الغربية وقضية الحدود المغلوقة بين الجزائر والمغرب.أولا: المغرب يئس تماما من حكاية فتح الحدود الجزائرية المغربية عبر التفاوض السياسي مع الجزائر دون إنهاء “العدوان” المغربي على الجزائر بالحرب التي يشنّها ضد الجزائر بالمخدرات، وهي الحرب التي كان من الواجب أن تتخذ الجزائر بشأنها إجراءات ردعية ليس على مستوى الحدود فقط، بل على مستوى الهيئات والمنظمات الدولية التي تحارب الإرهاب وتحارب الجرائم المنظمة، مثل تجارة المخدرات، وهذا على نطاق عالمي. ولأن الجزائر تراعي حسن الجوار فلم ترفع مستوى المواجهة مع المغرب في موضوع المخدرات إلى مستوى القانون الدولي، ربما لأن هناك في الجزائر من هو في السلطة ويهمّه بقاء تدفق المخدرات على الجزائر بهذا الشكل الذي يشكّل عدوانا حقيقيا على البلد.ثانيا: المغرب الشقيق يكون هذه المرة قد “حسبها غلط”، كما فعل ذلك قبل 18 سنة حين عمد المغرب إلى استغلال الوضع المضطرب داخليا الذي كانت تعيشه الجزائر في حربها ضد الإرهاب وقام بتجميد هيئات الاتحاد المغاربي، وربط بقاء هذا الاتحاد بالتسليم بضمّ المغرب للصحراء الغربية دون استفتاء تقرير المصير. ولو كان المغرب واعيا بما يقوم به آنذاك لأجرى استفتاء تقرير المصير.. فربما كان الاستفتاء سيكون لصالحه نظرا للوضع الذي كانت تعيشه الجزائر.. لكن الحسابات الخاطئة للمغرب الشقيق هي التي جعلته لا يفعل ذلك، بل ويقوم بفرض التأشيرة على الجزائريين وكانت النتائج وخيمة على المغرب وليس على الجزائر.اليوم المغرب يرى أن أمن الجزائر مهدد من الشرق والجنوب، وأن الوقت يبدو مناسبا للمغرب لتسخين القضية على الحدود الغربية للجزائر بإدخال عامل التوتر الذي قد لا تراه الدول الإقليمية مناسبا، وبالتالي تسخين القضية لطرقها على الساخن، وهي حسابات خاطئة مرة أخرى للمغرب.ثالثا: التصعيد المغربي ضد الجزائر لن يساهم في فتح الحدود، كما لن يساهم في تقريب المغرب من الحل الذي يطمح إليه في الصحراء الغربية، بل سيزيد من صعوبات المغرب أكثر من صعوبات الجزائر. وكلما صعّد المغرب ضد الجزائر كلما قرّب نفسه من أخذ “الثالثة من الخامسة” من الجزائر في موضوع الحدود والصحراء الغربية، حسب ما يقول المغاربة في مثلهم المعبّر.رابعا: لقد جرّب الأشقاء المغاربة حكاية استعمال التهديد ضد الجزائر سنة 1975 وسنة 1982، وكانت النتائج التي تعرفونها. فلماذا يقوم المغرب بإعادة الممارسات والأخطاء نفسها؟ والجواب لا يحتاج إلى توضيح.. فالمغرب لا يملك غير هذه التهديدات لتلهية شعبه، فهو يعرف جيدا أن الجزائر ليست لها رغبة في مواجهة عسكرية مع المغرب، والمغرب ليست له لا القدرة ولا الإرادة على فعل ذلك، لذلك يقوم بما تقوم به “طيّابات الحمام” النسائي من “دوي” فارغ لا يتجاوز صداه أذن صاحبه. فالمغاربة يعلمون جيدا أن مسألة الصحراء الغربية حلها بيد الصحراويين والمغاربة وحدهم ولا علاقة للجزائر بذلك، وأن مسألة الحدود حلها يمر عبر الكف عن العدوان المغربي على الجزائر بواسطة المخدرات.. هذا هو الطريق إلى علاقات جزائرية مغربية سطّرت فيها الحدود لمحو الحدود.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات