وزارة المجاهدين نظمت مسابقة للصحافيين في مختلف الألوان الصحفية والإعلامية تخص التعاطي مع الذكرى 60 لاندلاع الثورةǃ وقد وزعت الجوائز على الفائزين في مجال الأعمال التلفزية والإذاعية والصحافة المكتوبة، وحضر حفل التكريم للصحافيين وزير المجاهدين ووزير الاتصالǃكل هذا أمر جيد.. لكن الغريب في الأمر هو أن وزير الاتصال صرح على هامش الحفل بما لا يليق كالعادةǃ فقال: إنه اتفق مع وزير المجاهدين على تنظيم دورات تكوينية للصحافيين في مسائل التاريخ الوطنيǃ وواضح أن الوزير يجزم بأن الصحافيين يجهلون تاريخ بلادهم.. وواجبه أن يعرفهم به هو ووزير المجاهدين؟ǃالحفل ومحتوى المسابقة ومن أشرف عليها ونوعية النتائج كلها تدل على أن من يحتاج إلى التكوين في التاريخ الوطني هم الوزراء أولا، وليس الصحافيين فقط.. وإليكم ما يلي:أولا: المرسوم أو القرار أو المنشور الذي اعتمدته وزارة المجاهدين في تنظيم هذه المسابقة للصحافيين ورجال الإعلام، أخذ محتواه من المرسوم الرئاسي الذي أصدره الرئيس الشاذلي بن جديد في 1985 وأنشأ بموجبه الجائزة الوطنية للصحافة والإعلام، وتشمل الجائزة الأعمال التلفزيونية والأعمال الإذاعية وأعمال الصحافة المكتوبة. وقد أنشأت وزارة الإعلام آنذاك لجنة وطنية برئاسة المرحوم محمد يزيد، أول وزير للإعلام في الحكومة الجزائرية المؤقتة أيام الثورة وفيها أعضاء من الدفاع والحزب والبرلمان ووزارة الإعلام وبعض الصحافيين القدامى ووزراء سابقين، ومنحت اللجنة الجوائز سنة 1986 للتلفزة والإذاعة وحجبت جائزة الصحافة المكتوبة لضعف المستوى، ولكن سنة 1987 منحت اللجنة الجوائز لكل الألوان الإعلامية، بما فيها الصحافة المكتوبة، ولكن جاءت أحداث أكتوبر في 1988 وجمدت الجائزة وحلت اللجنة ومنذ ذلك التاريخ بقي المرسوم الذي يخص الجائزة حبرا على ورق.. حتى أحيته وزارة المجاهدين بطريقة أخرى، مع أن المرسوم يخص وزارة الإعلام ورجال الإعلام؟ǃثانيا: ما يهمني هنا أن الجائزة الخاصة بالتلفزة سنة 1986 أخذها الزميل نور الدين عدناني، أطال الله عمره، من محطة وهران وكان الموضوع هو إنجاز شريط عن مجاهد في منطقة الساورة تحت عنوان: “شهيد لم يمتǃ” أو الشهيد الحي، والأمر يتعلق بمجاهد قتلته فرنسا وتركته مرميا على الأرض وأخذت أوراقه وسجلته ميتا في الحالة المدنية، ولكنه لملم جراحه وعالج نفسه وبقي حيا، فأصبح شهيدا في الأوراق وحيا في الواقعǃاليوم نفاجأ بأن وزير الاتصال ووزير المجاهدين يمنحان جائزة التلفزة لصحفي قدم شريطا يحمل عنوان “شهداء أحياء”ǃ هل هذه سرقة أم توارد خواطر؟ǃ أليس من الأفضل أن يتعلم وزير الاتصال تاريخ القطاع الذي هو مسؤول عنه، قبل أن يعلم الصحافيين تاريخ الجزائر؟ǃ من هي هذه اللجنة التي لا تعرف تاريخ الصحافة والإعلام وتمنح الجوائز للصحافيين؟ǃمن يسرق شعار الاحتفالية الستينية بهذه الرداءة الكارثية، لماذا لا يسمح للصحافيين في التلفزة بسرقة أعمال الصحافي عدناني نور الدين؟ǃ ألا يحق لي أن أتعب؟ǃ
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات