+ -

 بوتفليقة عندما جاء إلى السلطة وجد البلاد تعتمد على المحروقات بنسبة 97%، وبعد 16 سنة من حكمه أصبحت البلاد تعتمد على 98% من دخلها على المحروقات! أي أن أهم إنجازات بوتفليقة الاقتصادية خلال 16 سنة من الحكم هي تحقيق تدهور في الاعتماد على المحروقات وصل إلى 1 %. ومن المنجزات المهمة لبوتفليقة في الحقل الاقتصادي، أنه رفع فاتورة الاستيراد من حوالي 15 مليار دولار سنة 1999 إلى قرابة 50 مليار دولار الآن في 2015.لكن أهم إنجاز لبوتفليقة هو في الحقل السياسي، حيث بقي 16 سنة وهو “يمرمد” في الدستور باللجان واللجان المضادة، ولم يصل إلى صيغة لتعديله أو تغييره بالشعب، ما جعله يغير بعض مواده ببرلمان مزور ومرتش.ولكم أن تتصوروا جدية السياسة عند رئيس، يبقى 16 سنة كاملة “يتعافر” مع الدستور ولا يصل إلى صيغة مقبولة لوضعه؟! الدستور الذي ورثه بوتفليقة عن زروال كان فيه من التوازنات السياسية والحريات ما يجعل تطبيقه خطوة جدية في السياسة، لكن بوتفليقة قام بعفس هذا الدستور وعفس مؤسساته بما يسمح له بتحقيق تجميع كل السلطات في يده... ووضع الرئيس الآن في حكاية الدستور أسوأ بكثير من وضعه عشية توليه السلطة.فلا يمكن لرئيس يستعد للرحيل أن يطمع في وضع دستور يضمن التوازنات السياسية والاجتماعية والاقتصادية التي تعج بها الحياة اليوم.الرئيس الضعيف لا يمكن أن يطمع في التأثير في وضع دستور قوي لأمة يمكن أن تحقق به نقلة نوعية في أساليب الحكم.في عهد بوتفليقة رأينا كيف أن الحكومة المهترئة أصبحت تجلس أمام سيدي السعيد وهو يفرض عهدته الرابعة على العمال... ورأينا كيف أصبح المال المشبوه عبر الباترونا، يقول كلاما ثوريا في مؤتمر العمال والحكومة تستمع مع العمال؟!هل يمكن أن نتصور حكما، أركانه عمال سيدي السعيد وباترونة حداد وحكومة غول وبن يونس وأمثالهم، يمكن أن يعتد به في إنجاز دستور مقبول عقلا ونقلا؟!هل يمكن أن نتصور حكما فيه أفالان سعداني وأرندي بن صالح يمكن أن يقودوا حوارا جادا في المجتمع السياسي لأجل وضع دستور صوّت عليه الشعب؟!الفشل السياسي للرئيس لا يوازيه أهمية إلا الفشل الاقتصادي من خلال إضاعة فرصة التنمية التي وفرها البترول للمرة الثانية، ولذلك فإن التاريخ سيكتب أن فترة بوتفليقة هي أسوأ من فترة الشادلي في الفشل الاقتصادي والسياسي[email protected]

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات