+ -

 أستسمح القراء هذه المرة لأكتب لهم بذهنية “جوانفيل” كي يفهموا ما أكتب.. فقد بدلت ذهني في سياق سياسة الانسجام مع ذهنيات من يحكمونناǃأولا: المتظاهرون في حيدرة ضد سعداني قالوا إنهم يرفضون تسيير الحزب من باريسǃ وفي الوقت نفسه يؤيدون رئيس الحزب ورئيس البلاد الذي عين سعداني بالتزكية لتسيير الحزب من باريسǃ بل أكثر من هذا رئيس الحزب سير البلاد من فال دوغراس عدة شهور.. واستدعى إلى هناك رئيس الحكومة ورئيس الأركان وأعطاهما التوجيهات لتسيير البلاد من هناك من فال دوغراس. فلماذا يقبل هؤلاء تسيير الجزائر كاملة من باريس ولا يقبلون تسيير الحزب الذي تحكم به الجزائر من باريس؟ǃ لابد لك من ذهن سكان “جوانفيل” كي تفهم النضال الجديد لمناضلي هذا الحزب؟ǃثانيا: الرئيس هو الذي عين بلخادم رئيسا للحزب فيما سبق ورئيسا للحكومة، وهو الذي عين سعداني بعد ذلكǃ وسعداني يقول عن بلخادم إنه أصبح خطرا على استقرار البلاد، وبلخادم هذا هو الذي زكى سعداني فيما سبق ليكون رئيسا للبرلمان باسم الحزب الحاكم الأفالانǃولكن بلخادم اليوم يقول عن سعداني: “ترك الجواب عن الأبله جواب له”. يقول بلخادم هذا الكلام في الصحافة وليس في الأطر النظامية للحزب. بلخادم هو الذي طلب من بعض الصحف رغبته في أن يرد على سعداني عبر الصحافة ومع ذلك يقول في رده “ترك الجواب على الأبله جواب له”ǃ سعداني الأبله عينه بلخادم والرئيس في المناصب الحساسة للدولة، وعين أيضا بلخادم الخطير على استقرار البلادǃ ومع ذلك الرئيس جيد وممتاز وفي كامل قواه العقلية وهو يفعل ذلك والمعينون من طرف الرئيس إما أبله أو خطر على استقرار البلاد؟ǃ لابد أن يصاب القارئ بالجنون كي يفهم ما يقوله هؤلاء (العقلاء) الذين يحكمون البلاد؟ǃسعداني يرى أن بلخادم خطر على الأمن العام ويرى جنرال المخابرات توفيق أيضا هو سبب بلاوي اللاأمن في البلاد. ويرى أيضا أن الوزير الأول سلال لا يصلح للسياسة، ولكن الرئيس الذي يتمسك بهؤلاء في مناصب حساسة في الدولة لا غبار عليه؟ǃ حتى وزير الإشهار حميد ڤرين يرى في الصحيفتين “الخبر” و”الوطن” الأكثر مهنية في الصحافة الوطنية خطرا على أمن واستقرار البلاد ويريد غلقهما خدمة للصالح العامǃ ولكن الحكومة في بعض الأحيان تستنجد بالصحيفتين لتمرير بعض الرسائل للرأي العام؟ǃثالثا: شيء آخر يجعل “جوانفيل” مؤسسة وطنية لتخريج أمخاخ الحكم في الجزائر، هو أن الشرطة عندما تحتج وتحاصر الرئاسة يقوم سلال المدني بالوساطة بين الشرطة والحكم لفض النزاع.. وعندما يحتج المناضلون في الأفالان على قيادتهم ويحاصرون المقر الحزبي، تقوم الشرطة بالوساطة بين الأمين العام والمتظاهرين ضده، ويقول ضابط الشرطة للمتظاهرين في الشارع: “رسالتكم وصلت”ǃإني تعبان وأحس بحاجة ماسة إلى ابتلاع كمية من ذلك الشيء الرفيعǃ كي أفهم ما يقال ويحدث[email protected]

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات