عندما وقعت الهوشة السياسية في السنغال منذ سنوات حول رغبة الرئيس عبد الله واد تمديد رئاسته، انتصر الشعب السنغالي لمبدأ التغيير ووقف ضد الرئيس المنتهية ولايته في موضوع التجديد لنفسه!واليوم يقف الشعب البروكينابي ضد رغبة كومباوري في التجديد لنفسه، وهو ليس رئيسا مقعدا ولا يتحرك على كرسي متحرك تماما مثله مثل عبد الله واد.ولابد أن نتساءل لماذا تفهم الشعوب الإفريقية جنوب الصحراء الديمقراطية وتحاول تطبيقها ولا تفهم ذلك الشعوب العربية؟! هل الأمر يتعلق بجينات وراثية عند العرب، أم تتعلق بموروثات ثقافية دينية آتية من الفهم الخاطئ للدين، باعتبار أن العقل العربي يرى أن إرادة الحاكم من إرادة الله!؟إذا كان الأمر دينيا فالسنغال دولة أغلب سكانها مسلمون، فلماذا لم يحدث فيها ما حدث عند العرب؟!نحن نحتفل بالذكرى الستين لثورة أول نوفمبر المجيدة، وحالنا على مستوى الحرية التي دفعنا من أجلها مليون ونصف المليون من الشهداء ليس بأحسن حالا من حالنا أيام الاستعمار..!فالحكومة التي تحكمنا الآن هي أسوأ من حكومة المقيم العام وحكومة الكولون التي كانت قبل 60 سنة قائمة في الجزائر، وعلاقة حكومتنا الحالية بالميتروبول ليست بأحسن من علاقة حكومة الكولون بالميتروبول؟!برلمان الحفافات هو أسوأ من برلمان “بني وي وي” في عهد الاستعمار على الأقل في المستوى الثقافي والسياسي وهذا بعد 60 سنة!عندما التقت جماعة 22 في المدنية لدراسة موضوع الثورة، قال أحدهم للحاضرين إن أشقاءنا في تونس على طريق التفاوض مع فرنسا لإنهاء الكفاح المسلح وإنهاء الحماية، ومن ثَمَّ إعلان الاستقلال وإعلان الجمهورية.! ونحن في الجزائر انتهت قضية بلدنا واستقلاله إلى طريق مسدود، بفعل الخلاف بين الأحزاب حول القضية الوطنية، وبفعل الخلاف حتى داخل حزب انتصار الحريات الديمقراطية.اليوم يتابع الجزائريون بمرارة ما حدث في تونس من إرساء لدولة الدستور والقانون والولوج بتونس الشقيقة في عالم الدولة الديمقراطية الحديثة! ونحن في الجزائر نتفرج ونحتفل بنوفمبر بشعار مسروق من الخارج مثلما سرق الحكم من الشعب من الخارج وبالخارج.!نحتفل بنوفمبر ونحن نرى ما يحدث في بوركينافاسو، وكيف يقول الشعب الحي لرئيس يمشي على رجليه ويتحدث للناس.. كفى لا نريد لك عهدة جديدة.. في حين يقول “سياسيو” البؤس عندنا “إذا غادر الرئيس بوتفليقة حكم البلاد من على الكرسي المتحرك فستعم الفوضى”؟!أهذا ما أنجزناه بعد 60 سنة من الاستقلال والثورة؟! هل نحن فعلا حررنا بلدنا من الاستعمار وتحرر في “جرتنا” الجيران في الشرق والغرب والجنوب.. وهم يعطوننا الدرس تلو الآخر في الحرية؟[email protected]
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات