الأنفة والنيف المغربي !

 قالوا المغرب قدّم شكوى بالجزائر إلى الأمم المتحدة، لأن جزائريا على الحدود المغلوقة بين البلدين ضرب مغربيا على أنفه بالرصاص أو بالحجر لسنا ندري؟! ولذلك طلبت المغرب من الأمم المتحدة فتح تحقيق في الأمر، هل ضرب أنف المغربي بالرصاص الجزائري كما تقول المغرب أم ضرب بالحجر فقط! لأن المغربي المضروب على أنفه، رمى بالحجر على رجال الأمن الجزائريين عندما منعوه من ردم الخنادق التي حفرها رجال الأمن لمنع الحمير المغاربة من نقل المواد المهربة عبر الحدود بالحمير بلا مرافق!شخصيا، أشك في أمر تضرر أنف هذا المغربي المضروب سواء بالرصاص أو بالحجر.. لأن من له أنفا يمكن أن يضرب لا يقوم بالتهريب بهذه الطريقة ويستغل الحمير بجبن واضح! وعندما يمنع من ممارسة ذلك يقذف مانعيه من رجال الأمن بالحجارة! أكيد الأمر فيه قضية غلط، لأن من يمارس مثل هذه الأمور لا يمكن أن يكون له أنف يضرب عليه.الشكوى المغربية ضد الجزائر مضحكة فعلا! خاصة عندما تقدم على أنها إساءة لمواطن مغربي ضرب على أنفه لأنه يقوم بالتهريب على الحدود المغلقة منذ 18 سنة! لو كنت مكان السلطات الجزائرية لرفعت رتبة عون الأمن هذا الذي ضرب المواطن المغربي على أنفه إلى رتبة جنرال! لأن ضربه على أنفه (إن كان له أنف) فيه دلالة عظيمة!الجزائر التي يعلن عليها المغرب حربا بالمخدرات منذ عقود لم تشتك أمرها إلى الأمم المتحدة.. والمغرب الذي جرح أنف مواطن من مواطنيه قدم شكوى للأمم المتحدة، ويريد من الأمم المتحدة أن تجبر الجزائر على احترام أنوف المغاربة الذين يمارسون التهريب على الحدود؟! أي أنفة أو أنوف هذه التي يدافع عنها المغرب في الأمم المتحدة؟!الولايات المتحدة قامت بغزو دولة كاملة في أمريكا اللاتينية، واعتقلت رئيس هذه الدولة ونقلته إلى الولايات المتحدة وحاكمته هناك وسجنته، لأن رئيس هذا البلد كان يغزو الولايات المتحدة بالمخدرات، كما تفعل المغرب الآن! والجزائر تستحق أن يشتكي منها إلى الأمم المتحدة لأنها لم تترك الحدود مفتوحة ليقوم سلطان المغرب بغزو غريب عند أشقائنا حين يطلبون من الجزائر فتح الحدود وتسويق المخدرات في السوق الجزائرية! فلا يوجد أغرب من هذا في علاقات الدول التجارية وغير التجارية.. لا توجد دولة في العالم اشتكت جارتها للأمم المتحدة لأنها أغلقت الحدود.. كوريا الشمالية والجنوبية أكثر من 60 سنة والحدود مغلقة ولم يتجرأ أي واحد منهما بالشكوى للأمم المتحدة!أغرب من هذا أيضا أن المغرب يطلب من الجزائر إقناع شعب الصحراء الغربية بأنهم مواطنون مغاربة، لأن الملك الذي يقول: إن “الصحاروة” مغاربة لم يستطع إقناعهم ويطلب من دولة أخرى أن تقنعهم بذلك وإلا فهي دولة عدوانية! إنها رداءة السياسة عند أشقائنا في المغرب!حكومة المغرب وحكومة الجزائر أسوأ من حكومة الاستعمار التي حكمتنا في الخمسينيات، بحيث كان القطار المغاربي ينطلق من تونس إلى طنجة ولا أحد يوقفه!فإذا اشتكى المغاربة إلى الأمم المتحدة غلق الحدود فإننا نشكوهم للهيئة نفسها بتهمة انغلاق أذهان حكام المغرب.