هل يدرك حكام الجزائر الفعليون مدى خطورة ما وقع في غرداية؟! وهل يعتبرون إضراب 1800 شرطي عن العمل مسألة عادية مثلها مثل إضراب عمال سيدي السعيد في شركة مزابل النقابة؟!عندما قالت المعارضة المجتمعة في زرالدة إن البلاد تتجه إلى خطورة التفكك، قالت السلطة: إن ذلك مزايدة من هذه المعارضة التي لا تفقه شيئا في الحكم.ولكن اليوم عندما بدأ أهم جهاز في الدولة، وهو الأمن الوطني، في عملية تفكك خطيرة هل تعود السلطة إلى رشدها وتعالج المسائل الخطيرة التي تواجه البلاد سياسيا، اجتماعيا واقتصاديا معالجة سياسية وليس أمنية، كما هو حاصل الآن؟!إن الاستعمال المفرط للأمن في معالجة قضايا البلاد الخطيرة، هو الذي دفع برجال الأمن في غرداية إلى أن يتصرفوا كما تصرفوا مؤخرا.نتذكر ماذا حدث للشقيقة مصر عندما تفكك جهازها الأمني عند سقوط مبارك! ونتذكر أيضا ماذا حصل للشقيقة ليبيا عندما انتهى جهازها الأمني إلى ما انتهى إليه.. ونتذكر أيضا ما لحق بالعراق الشقيق عندما فكك بريمر الأمريكي أجهزة الأمن العراقية!لهذا نطلب من بريمر الجزائر الذي يفكك أجهزة الأمن بهذه الطريقة البائسة أن يرفق بهذا البلد.. لأن استعمال الأمن في كل شيء بما فيها توزيع وجبات مطاعم الرحمة على السائقين في الطرق السريعة في رمضان، لا يمكن أن يجعل الأمن والأمان يستتب في البلاد.يجب أن نكف عن معالجة المسائل غير الأمنية بجهاز الأمن.. فلا نعالج الاجتماعات السياسية والمظاهرات النقابية والاحتجاجات على توزيع السكن بالهراوات البوليسيةǃ ولا نعالج النقاشات الدينية في المساجد بواسطة هراوات الشرطةǃ وننظم رفع مزابل المدن برجال الشرطةǃ ولا نقيم صلاة الاستسقاء برجال الشرطة، ولا نحارب تجمعات حركة بركات بالشرطةǃالصورة التي ظهر بها رجال الشرطة في غرداية مخيفة فعلا والأمر يتجاوز مجرد الاحتجاج على ظروف العمل السيئة، إلا أن الشرطة نفسها أصبحت تخاف من النظام رغم أنها أداة من أدوات قمع هذا النظامǃ؟ هل من الصدفة أن رجال الشرطة وهم يتظاهرون قاموا بتغطية وجوههم بيافطات حتى لا يراهم النظامǃ فإذا كان رجال الشرطة يخافون من النظام إلى هذه الدرجة، فمن بقي في هذه البلاد يحترم هذا النظام.. لا إجابة لدي؟ǃ
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات