ظهر الرئيس بوتفليقة في اجتماع مجلس الأمن وهو يضع في أذنه وخده الأيمن ميكرفونا مكبرا للصوت.. وواضح أن الرئيس يعاني نقصا في الصوت جعل الجالسين إليه وهم (ستة) لا يستطيعون سماعه إلا بمضخم للصوتǃ ويجب أن نعترف للسيد علي بن محمد الوزير السابق للتربية أنه تنبأ بهذه الوضعية قبل 34 سنة مضتǃفقد كتب علي بن محمد في بداية الثمانينات في أسبوعية المجاهد عدة مقالات رمزية، من بينها مقال تحت عنوان “عصمان الڤارد”، تحدث فيه عن نكبة أصابت قرية “الترفاس” حين توفي إمام القرية واختلف الترافسة في أمر تعيين إمام جديد يصلي بالترافسة.. فقال عقلاؤهم: الإمامة لابد أن تكون لقيّم المسجد في قرية الترفاس، لأنه يحفظ سيدي خليل وابن عاشر.. وكثيرا ما كان الإمام الراحل فجأة يسند إليه الصلاة بالترافسة عندما يغيب الإمام أو يمرض.. ولكن “ڤراد” قرية الترفاس رفضوا خلافة قيّم للإمام وقرروا تنصيب كبير “الڤارد” إماما للترافسة رغم أنه كان يعيش في غابة ولا يؤدي حتى الصلوات الخمس، وصوته لا يناسب الخطابة والإمامة، ولكن “الڤراد” قالوا لعقلاء قرية “الترفاس” “إن عدم إجادة “عصمان الڤارد” للصلاة لا تبطل إمامته للترافسة.. وأن عاهة الفهاهة لا تمنعه من إمامة الترافسة في الصلاة. واقترح “الڤراد” أن يضعوا مكبر صوت لـ”عصمان الڤارد” خلال إمامته للترافسة في صلاة الجنازة على الإمام الراحلǃ وصلى “عصمان الڤارد” بالترافسة صلاة الجنازة بطريقة باطلة شرعا.. ولكن الترافسة سكتوا على الأمر تجنبا للفتن على أمل أن يصحح أمر الإمامة في صلاة العصر.. لكن “عصمان الڤارد” اعتبر إمامته لصلاة الجنازة بالترافسة مبايعة شرعية... ولذلك عندما جاء موعد صلاة العصر تقدم “الڤارد” إلى المحراب للصلاة بالترافسة وكأن مسألة الإمامة أصبحت غير مطروحة بالمرّة. ومنذ ذلك التاريخ والترافسة يؤدون صلاتهم بطريقة باطلة خلف إمام يدعى عصمان الڤارد.. فرضه الڤراد على قرية الترافسة!هذه القصة موجودة في كتاب علي بن محمد وقد نشرها في بداية الثمانينات، واستحق عليها المثول أمام لجنة الانضباط بحزب جبهة التحرير ونال حقه من العقوبة.ما يهمني في هذه القصة هي حكاية حل مسألة صوت الإمام عند ڤراد الترافسة بوضع مكبر للصوت لـ”عصمان الڤارد” عند إمامة الترافسة في الصلاة، أليست هي الصورة نفسها التي عرضتها التلفزة لاجتماع مجلس الأمن القومي والرئيس يتحدث إلى أعضاء هذا المجلس عبر مضخم للصوت؟! ألا يستحق علي بن محمد جائزة وطنية كونه تنبأ بهذا الأمر منذ 34 سنة؟!ربما بسبب نظرته الثاقبة لاستشراف المستقبل أبعد علي بن محمد ولوحق... ولا حول ولا قوة إلا بالله.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات