الحاج الهدنة المشونشي مجاهد من رعيل أول نوفمبر.. هو الآن في الثمانينات من عمره لم يعد يطلق عليه اسم الحاج الهدنة المجاهد.. بل أصبح يطلق عليه أهل مشونش اسم “الحاج الحرڤة”ǃ لأن الحاج الهدنة أنجب 7 أطفال ذكور ليس بينهم بنت واحدة.ǃ وأنجبهم بعد الاستقلال واجتهد الحاج المجاهد الهدنة في تربيتهم وتعليمهم حتى وصل جميعهم إلى الجامعة.. ولكن البطالة كانت بالمرصاد لهم بعد التخرج الواحد تلو الآخر. وهو ما جعل الحاج المجاهد الهدنة يشجعهم على “الحرڤة” إلى أصقاع العالم.. ولذلك سمي بالحاج الحرڤة لكثرة تشجيع أبنائه على الحرڤة إلى الخارج.. ولم يبق من أبناء هذا المجاهد السبعة ولا واحد.. وبقي هو وعجوزته بغدوشة في بيت العائلة هو أقرب إلى الزريبة منه إلى المنزل العائلي.ǃ وكثيرا ما كانت العجوز بغدوشة تقول للحاج الهدنة: “كنت دائما تغلبني وأنجب لك الذكور وتقول لي مزهوا بنفسك: أنا رجل بارود من رجال نوفمبر.. لا أقبل أن تغلبني حرمة وتنجب لي بنتا.. فلو هداك الله وتركتني أغلبك مرة واحدة وأنجبت طفلة لكنا استنجدنا بها الآن بعد أن هجرنا كل الأولاد السبعة إلى أصقاع العالم.. فأكيد الطفلة لا تقوم بالحرڤة إلى الخارج وأقصى ما يمكن أن تفعله هو أن تتزوج هنا في الجزائر”.أبناء الحاج الحرڤة السبعة توزعوا على بلدان العالم من أستراليا إلى كندا مرورا بأمريكا وفرنسا وبريطانيا وإيطاليا واليابان.كان الشيخ الهدنة لا يطلب من أبنائه المهاجرين شيئا، كل ما يطلبه هو أن يعودوا إلى الوطن مرة في السنة أو يحضر كل واحد منهم كمية من الأموال بالعملة التي يخلص بها في ذلك البلد... لهذا حول الحاج الهدنة بيته إلى شبه صندوق للنقد الدولي، فيه أهم عملات العالم من الين إلى الدولار إلى الأورو إلى الجنيه الإسترليني. وفي السنوات الأخيرة تزوج كل أبنائه في الخارج وأنجبوا الأطفال وانشغلوا عن العودة إلى الوطن بأمور دنياهم، وأراد الحاج الحرڤة أن يحرق أكباد أبنائه في الخارج، فاشترى كرسيا متحركا وجلس عليه وتظاهر بأنه شل.. ودعا أحد جيرانه لتصويره في الفايسبوك وهو على هذه الحالة، وأرسل الصور إلى كل أبنائه عبر العالم... وكتب لهم عبارة: “قد لا ترونني مرة أخرى أنتم وأبناؤكم في العيد القادم إذا تأخرتم عن الحضور في هذا العيد!”. وهرع الأبناء بزوجاتهم وأولادهم للحضور إلى مشونش، وهم وأبناؤهم وزوجاتهم يحملون جنسيات سبع دول كاملة.. وعقد الحاج مع أبنائه وأحفاده في الزريبة لقاء أمميا حضره مواطنون من سبع دول... وخطب بينهم الحاج هدنة قائلا: “لقد سعيت في شبابي إلى تحرير الجزائر وها أنذا في شيخوختي أستعمر بأبنائي وأحفادي القارات الخمس... وأطلب من رمضان لعمامرة أن يأتي إلى هنا ليخطب عليكم فأنتم أكثر تمثيلا للأمم المتحدة من المجتمعين في نيويورك؟ !فلا يوجد بينكم من حضر إلى مشونش بنية عدوانية أو مراوغة سياسية... ويحضر الشيخ نفسه لنحر 10 خرفان إكراما لاجتماع الأمم المتحدة في زريبته.. ولله في خلقه شؤون؟[email protected]
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات