تابعت الندوة الصحفية التي عقدها الرئيس الفرنسي هولاند في الإليزي على مدار ساعتين.. وتساءلت في نهايتها: متى يكون للجزائر رئيس مثل رئيس فرنسا يقف أمام أعتى الصحافيين ولا يرتكب خطأ في اللغة ولا في السياسة ولا يتلعثم وهو يتلكم في أعقد الأمور الداخلية والخارجية للدولة وصلت حتى إلى النبش الإعلامي في حياته الشخصية.ǃوعند نهاية الندوة الصحفية أصبت بالكآبة والإحباط.ǃ وتساءلت: لماذا بقي الفرنسيون بيننا قرابة الـ 200 سنة ولم نأخذ منهم هذه الفضائل في الحكم وتسيير الدولة وأخذنا منهم فقط الرذائل؟ǃالرئيس الفرنسي بدا وكأنه الرئيس المدير العام لشركة مقاولة كبيرة “تروست” اسمها فرنسا، فعندما سئل: كيف تسمح لنفسك بتعيين وزير في حكومتك لم يدفع ما عليه من ضرائب للدولة؟ǃ كانت إجابته أروع من السؤال فقال: عندما نجد نائبا في البرلمان لا يتورع عن فتح حساب بنكي له في الخارج.. ونجد برلمانيا له مشاكل مع الضرائب أو العدالة.. فالجرح لا يمس الجسم الأخلاقي للدولة فقط بل يمس في العمق نظامنا الديمقراطي الذي يسمح بمثل هؤلاء.ǃ” ومع ذلك يرى الفرنسيون أن هولاند لا يعكس طموحهم ويأملون في رئيس أفضل منه؟ǃماذا نقول نحن الذين لا يوجد وزير أو مسؤول سام في الدولة بما فيها الرئاسة والأحزاب من ليس له حساب بنكي بالعملة الصعبة في بلاده؟ǃ ولا أتحدث عن الخارج؟ǃ ماذا نقول عن حكومة تسمح بفتح حسابات بالعملة الأجنبية في بلادها؟ǃ ماذا نقول يا هولاند؟ǃ ولا أتحدث عن فتح الحسابات في الخارج؟ǃ حتى السراق الكبار في جسم الدولة الجزائرية ليست لهم وطنية سراق فرنسا في إبقاء ما يسرقونه داخل التراب الوطني، بل سراقنا يحولون ما يسرقونه إلى الخارج؟ǃهولاند وضع برنامجه لحكم فرنسا مدة 5 سنوات لإنجاز مهمات محددة في الاقتصاد، ويقدم نفسه دائما كرئيس ورشة بناء فرنسا الحديثة وتحديثها باستمرار، ولا يتحدث إلا عن المستقبل، ولا يتحدث عن الماضي الفرنسي إلا بما يخدم المستقبل.فنحن في الجزائر انتخبنا بالتزوير المؤسس بالمؤسسات السيادية للدولة، والتي من المفروض أنها تحارب التزوير وتعاقب المزورين. انتخبنا بالتزوير رئيسا لا ينطق ولا يسير ولا يقف.. وأصبح برنامج البلاد الرئاسي الخماسي هو جلب أطباء أورتوفونيين لوضع برنامج خماسي هدفه إعادة نطق الرئيس بلسانه وليس بلسان مستشاريه، والهدف الثاني هو جعل الرئيس يقف على رجليه خلال عهدة خماسية.ǃ ولا عليه ولا علينا إذا بقيت البلاد “باركة” في الأرض، فالمهم أن يقف الرئيس.ǃويجب علينا “كشعب عظيم” أن نعبر عن فرحنا عندما نجد الرئيس يقف إلى “كيري” ولا يقف إلى العلم في أداء اليمين الدستورية.. وما عليهش إذا قال سعداني إنه سيورث الأفالان لأبناء المناضلين في هذا الحزب الحاكم والذي يؤيد والتوريث.. وما عليهش إذا قال مقري إنه لا يريد الثورة على النظام ولكنه سيؤديها ويؤطرها إذا حدثت.. ولا يحس في قوله بالانتهازية التي حدثت مع الإخوان في مصر.ǃ الشعب الذي يقبل بهذا الوضع لا يستحق حكاما من نوع هولاند بل من النوع الذي يحكمنا الآن؟ǃ
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات