+ -

 ما الفرق بين عمل الحكومة في رمضان أو العطلة وعملها الآن بعد العطلة وبعد رمضان، إذا كان الجمود هو نفسه؟ وما الفرق وبين وجود البرلمان في حالة عمل ووجوده في خانة توقف إذا كانت الحالتان تتماثلان؟الناس في حواشي السلطة تتحدث عن تغييرات يمكن أن تحدث في الحكومة، والطامعون في الاستوزار يملأون الدنيا إشاعات وأخبار، ولا أحد يسأل ما الفرق بين الحكومة الحالية والحكومة التي ستأتي بعدها إذا كانت طرائق تعيين الوزراء هي نفسها، ويعتمد التعيين على ثلاثة مبادئ هي: “الجهوية الزبائنية” و«الشياتوية الفسادية” و«الرداءة الجهلية”، عوض المبادئ الثلاثة التي كان على أساسها يتم تعيين الوزراء والحكومة، وهي: الكفاءة والنزاهة والالتزام بخدمة الجزائر والشعب الجزائري.الآن، كل مرشح لمنصب وزاري رفيع المستوى يجب أن يكون ملفه الفسادي لا يقوى على حمله “داب” قوي، وتكون شهاداته العلمية لا تتعدى شهادة الميلاد، ولا يحسن حتى نطق شهادة “لا إله إلا اللّه” بعربية سليمة، وأن يكون مبدعا في “الشيتة” إلى حد بعيد.جو كهذا الذي تعيشه مؤسسات الدولة يجري فيه الحديث عن إعداد دستور، وعن تعديلات لدستور تعدّه حكومة وسلطة بهذه المواصفات. السلطة التي ظلت 15 سنة تحاول تغيير الدستور ولم تفلح إلا في عملية إفساده في سنة 2008، هل يمكن أن تفلح هذه المرة في إعداد دستور يعتمد عليه؟!المصيبة أن كل المعارضة أصبحت هي أيضا شبه مقتنعة بأن تغيير النظام وتغيير الدستور بما يناسب لابد أن يمر بموافقة السلطة، ولكن السلطة العاجزة عن تحرير دستور، حتى ولو كان غير مقبول لدى المعارضة، لا ترى في المعارضة أي تأهيل لمشاركتها هذه العملية.حتى الأفافاس الذي ظل 50 سنة يطالب بمجلس تأسيسي عندما اقتنع الرأي العام الوطني بكامله بصواب فكرته، تخلى الأفافاس عنها، وراح يحوّل نفسه إلى سلطة في سعيه لتنظيم حوار ثنائي بينه وبين الأحزاب وليس السلطة، أي أنه تحوّل هو الآخر إلى سلطة قبل أن يصبح سلطة.ولا يحتاج المرء إلى عناء كبير ليعرف المشكاة التي يسطع منها نور الأفافاس الحواري الجديد، خاصة عندما يثني على مبادرته هذه سعداني الأفالان وغول، ومن لفّ لفّهما.لكن الطريف في الموضوع أن الأفافاس يطلب من المعارضة محاورته سنة ونصف السنة للوصول إلى ندوة وطنية، وهذه مدة كافية لأن تتحطم “البرّاكة” على رأس الجميع، بعد السقوط الحر لأسعار البرميل.كنا نعتقد أن الأفافاس حزب حامل للأمل، لكن تبيّن الآن أن حمله كاذب، وقد ينتهي مثل الأفالان إلى نهاية مأساوية.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات