يقال إنه عند قيام التحالف الرئاسي سنة 2004 تم تخصيص سيارة تمثل التحالف كأحد الأبجديات ـ التي تتمثل في إظهار الأحزاب المتحالفة ضمن كيان واحد ـ فكتب على هذه السيارة “أويحيى وشركاؤه”، مع مرور الأيام ودورانها خرج أبو جرة مهانا، لم يتأخر أويحيى وتم تعديل التسمية على السيارة بـ”أويحيى وشريكه بلخادم”، لكن السياسة في بلادنا “كي لبحر تدي العوام” دارت الأيام على بلخادم فمن بقي في التحالف؟!أويحيى لم يتأخر وكتب على السيارة “أويحيى وحده لا شريك له”.سياستنا واضحة و”إن محاولة فهم السياسة الجزائرية ينطبق عليها ما قال المرحوم الشادلي بن جديد قليل اللي يفهمها”، لذلك لن أكون أنا “بعريفو” لأقدم تحاليل صحيحة، المهم الكل يفسر ويتساءل عن سبب طرد بلخادم بتلك القسوة والإهانة، أنا سأتساءل بطريقة معاكسة، لماذا بقي أويحيى؟ وإسقاط ذلك على حالة بلخادم.السبب الأول: قاعدة “اقعد عاقل” ففي نادرة للنظام الجزائري تم إعادة استدعاء أويحيى بعدما ظن الجميع أنه انتهى، فطيلة ابتعاده وبعد عودته لم يخرج عن العادة ـ حديث بقياس وتحفظ ـ عكس بلخادم، معارك داخل وخارج الأفالان، ثم كلام ليس على هوى “النظام” وهو وزير دولة؟السبب الثاني: قاعدة “الشغل لمليح يطول” طموح أويحيى للرئاسة الذي أظهره دون أن يزعج أحدا، حيث أوصل الرسالة أنه جاهز دون أن يمس مشاعر من في السلطة، ومازال مصرا على ذلك لحد الآن في انتظار الفرصة، وهو قريب من المطبخ، عكس بلخادم الذي ظن، بعودته كوزير دولة، أن الأمور مفتوحة في الأفالان أمامه أيضا، لكن لم يعلم أنه وُضع جانبا منذ تعيينه حتى لا يشوّش على الرئاسيات السابقة.السبب الأخير: الخروج والعودة: خرج أويحيى من حزبه مرفوع الرأس باستقالة ومرتبة أولى في انتخابات مجلس الأمة مع بقاء يد خفية له قوية داخل الحزب، في حين أن بلخادم خرج من الأفالان بخسارة في الانتخابات بعد فضائح وعراك يشبه عراك النسوة في الحمّامات.لكنهما عادا بنفس المنصب “وزير دولة”، وبما أن البقاء للأقوى بملاحظة مجردة، مازال أويحيى في الساحة وخرج بلخادم مطرودا مهانا من هياكل الدولة ومن الأفالان بتوصية من بوتفليقة، التي تعد هذه من بين تدخلاته النادرة في الحزب كرئيس شرفي له، وبالتالي تغير الأحوال وتبدل الرجال يبقى الحال كمسلسل في انتظار ما هو قادم الذي يتوقف عندنا كغيرنا من دول العالم الثالث من سيكون الرئيس؟ لا يهم كيف، فقد يكون حسب أسطورة الساموراي، أي من استطاع الصمود والمقاومة إلى الأخير، وهو ما ينطبق بالتقريب على أويحيى.ر. عبد المجيد ـ ڤالمةعندنا في البادية يقول الرجال: “عد رجالك وأزڤي”! وإذا لم يكن لك رجال.. عليك بشرب الماء “المدردر”، أي الماء “الخاوض” الذي تكون أرجل خيول الرجال قد عبثت به!أويحيى في جميع حالات ورود ماء السلطة كان يشربه صافيا، وغيره من أمثال بلخادم يشربه كدرا وطينا، والسبب لأن أويحيى دائما عندما يريد ماء الرئاسة يعدُّ رجاله. وبوتفليقة نفسه يخاف من رجال أويحيى أكثر مما يخاف من الشعب الجزائري.ويذكر الناس أن أويحيى حتى عندما يمارس “الشيتة” للرئيس يمارسها بذكاء وبفن ولا يمارسها بابتذال كما فعل بلخادم.. فقال أويحيى مثلا: أنا لا أترشح ضد بوتفليقة!وكما يقول كبير القوم محمد الصالح يحياوي: “رجال أويحيى أمهم على رأس الكانون”! أما بلخادم فهو يتيم تمت كفالته من طرف عجوز سياسي تتحكم في انفعالاته أمراض الزهايمر السياسي!
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات