بلخادم لا يقول الحقيقة عندما يقول: إنه اختلف مع الرئيس حول الأفالانǃ لأن الواقع يقول إنه اختلف مع أخ الرئيس حول الأفالانǃ ولأن بوتفليقة لا يمنح الشرف لأمثال بلخادم حي يختلفوا معهǃأنا لا أحب إطلاق النار على الموتى سياسيا، ولكن في هذه أعذروني إذا ثمنت ما جاءت به برقية وكالة الأنباء الجزائرية بخصوص إبعاد بلخادم، فقد نزعت وكالة الأنباء الجزائرية عن بلخادم حتى صفة ”السيد”، لأنه في نظر الوكالة والرئاسة لم يعد سيدا بعد أن غضب عليه محيط الرئيس أو حتى الرئيس نفسهǃ وبلخادم لا يستحق كلمة ”السيد” كما ذكرت الوكالة، لأن ابن الخادم لا يمكن أن يكون ”سيدا” والسيادة التي كانت عنده كانت سيادة تفويض لا سيادة مكتسبةǃبلخادم هو أول من دشن الشيتة باسم الأفالان في الدعوة إلى عهدة رابعة، ولهذا كان أول ضحية في قائمة الشياتين من طرف من شيت له.. والبقية في الطريقǃفي سنة 1990 عقدت اللجنة المركزية لجبهة التحرير اجتماعا مغلقا لها في قاعة 5 جويلية تحت رئاسة عبد الحميد مهري والشاذلي ما يزال رئيسا للجزائر، وطغت على المناقشات قضية الصراع السياسي داخل الحكم وامتداده في الأفالان وكان الصراع بين مجموعة غزالي وبلعيد عبد السلام، ومجموعة مهري وحمروش، ويظهر أن الرئيس الشاذلي آنذاك انتصر لجماعة حمروش ومهري في الأفالان، فغضبت مجموعة (غزالي - بلعيد عبد السلام).. فقام بلعيد عبد السلام مخاطبا اللجنة المركزية قائلا ”على رأس حزبي عصابة”ǃ وأعلن استقالته من الحزب واللجنة المركزية.كنا وقتها مع السيد عبد العزيز بوتفليقة في مؤخرة القاعة.. فسألناه عن الذي سمعه من بلعيد عبد السلام.. فضحك وقال بالفرنسية ”أقول له au suivent …) أي الذي بعدهǃ لهذا يحق لنا أن نقول لبوتفليقة وبلخادم اليوم الذي بعده من الشياتين.ǃ وما أطول القائمة.المشكلة ليست في إبعاد بلخادم بهذه الطريقة، بل المشكلة في تعيينه بتلك الطريقة، طريقة تولّي المسؤوليات بتصريحات الشيتة.ǃ والمفروض أن لا يتعجب الناس من إبعاد بلخادم بتلك الطريقة، بل المفروض هو التعجب من تعيينه بتلك الطريقة.ǃ فالرئيس لا يسأل عما يفعل وهم يسألون؟ǃ فلا أحد سأل الرئيس لماذا عينت بلخادم ولماذا أقلته في 4 أشهر؟ǃذنب بلخادم ليس أنه أشرك بالرئيس والرئيس لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن شاءǃ بل ذنبه هو استخدامه للشيتة كوسيلة لتولي المسؤوليات والبقاء فيهاǃالرئيس سحب من بلخادم صفة السيد وسحب منه صفة المواطنة، وصفة السياسي في الحزب بأمر من الرئاسة.. باعتبار الرئيس القاضي الأول من البلاد يمكن أن يصادر كل شيء ممن يشاء في الوقت الذي يشاء ولا مراد لقضائه.ǃ وقد يصدر الرئيس أمرا لوزير الشؤون الدينية بمنع بلخادم حتى من الصلاة في المساجدǃإن الطريقة التي انتهت بها العلاقة بين بلخادم والرئيس تعكس المستوى المتدني للممارسة السياسية في البلاد؟ǃ وهي حالة أسوأ من هوشة في حمام نسائي وليس رئاسة الجمهورية؟ǃ[email protected]
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات