قرأت عمودك اليوم وقد وجدته تحاملا قاسيا تجاه شركة الخطوط الجوية الجزائرية، لقد رسمت لوحة سوداء لتسيير هذه الشركة ولرجالها المسيرين، صحيح هناك نقائص في التسيير مثلما هي موجودة في كل الشركات الجوية في العالم بأسره، لكن أعتبر أنه لا أحد له الحق أن يطعن أو يضع موضع التساؤل هذه المؤسسة الوطنية رغم نقائصها، أنت ساهمت عبر عمودك في هذه الحملة التي تهدف لتشويه المؤسسة من طرف وسائل الإعلام الوطني عندنا، وبعض الجهات الأجنبية التي هدفها إزعاج مؤسساتنا الوطنية والمساس بمكتسب وطني.تعلم جيدا أن هذا العالم (الجميل) يبحث عبر هذه الحملة للضغط على الحكومة الجزائرية لجعل سمائنا مفتوحة للنقل الجوي أمام الشركات الأجنبية التي تركتنا في الظروف الصعبة لتأكل (الزبدة) على حسابنا وفي بلادنا بفضل سياسة السماء المفتوحة.ومن المناسب أن أذكرك بأنه من بين الحوادث الجوية الثلاثة التي عرفتها الخطوط الجوية الجزائرية خلال 52 عاما من النشاط، واحدة فقط كان قائد الطائرة فيها جزائريا، وهي حادثة تمنراست سنة 2009 وكانت حادثة بسكرة سنة 1969 يقودها فرنسي.. وحادثة 2014 في مالي يقودها إسباني.حوادث الطيران يمكن أن تمس كل الشركات الجوية العاملة في هذا الميدان، وتبقى شركة الخطوط الجوية الجزائرية أقل الشركات حوادث، أما فيما يخص تسيير الشركة هل هو جيد أو رديء، فيبقى مسألة تخصنا نحن وحدنا ولا دخل للأجانب فيها.ǃالقارئ: جزائر الأمل الجزائر (النص مترجم عن الفرنسية)أولا: أنت مشكور على هذا النص الذي يقطر وطنية وحرصا على الجزائر ومصالح الجزائر، وهي صفة أصبحنا نفتقر إليها في هذه السنين العجاف، وأعتقد أن الذين يطالبون بشركة للخطوط الجوية بمواصفات عالمية لا يقل مطلبهم وطنية عما تقوله.. ولا يمكن أن تخدم الخطوط الجوية الجزائرية الوطن وهي تعاني من الرداءة في الخدمات والتسيير والتهاون الموصل إلى الكوارث والفساد الذي يشوه السمعة، فالشركة التي لا تستطيع ضبط مواعيدها هل يمكن أن نأتمنها على ضبط التأمين التقني للرحالات.؟ǃثانيا: ماذا ينقصنا نحن كي نجعل شركة الخطوط الجوية الجزائرية مثل (القطرية) أو الإماراتية في تجارة النقل الجوي العالمي.. فالأموال موجودة والإطارات موجودة ومع الأسف أفضل الطيارين الجزائريين أخذتهم شركات الخليج.ǃثالثا: هل من الوطنية التي تتحدث عنها أن يعين الرئيس مديرا عاما لهذه الشركة لا علاقة له بعالم الطيران.. ويقوم هذا المدير بإعطاء بطاقات ركوب لأبناء المسؤولين خارج قانون النقل الجوي، ويستخدم هؤلاء الشباب هذا الامتياز في نقل المخدرات وتحدث القضية ضجة أمام العدالة ويكتفى بتغيير المدير بمدير آخر بنفس الطرق والأساليب؟رابعا: أنا لا أتحدث عن سوء تسيير الخطوط الجوية بعينها، بل أتحدث عن سوء تسيير البلاد بصفة عامة، فما يجري في الخطوط الجوية لا يختلف عما يجري في سوناطراك، وما يجري في البنوك والتلفزة والديوانة والشرطة، وكل المؤسسات الكبرى في البلاد.. والمطلوب هو تغيير أساليب تسيير هذه المؤسسات بإسناد طرائق تولي المسؤوليات فيها بفتح المجال أمام المنافسة بين الكفاءات وليس المنافسة بين الولاءات كما هو الحال الآن، بلدنا فيه كل شيء وسوء التسيير هو أكبر شيء موجود.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات