+ -

إذا سلّمنا بما يقوله مدير الخطوط الجوية الجزائرية وأتباعه، في وسائل الإعلام والوزارة الوصية، ومن كانوا وراء تعيينه على رأس هذه الشركة من مسؤولين في رئاسة الحكومة والرئاسة.. إذا سلّمنا فعلا بأن الشركة تتعرّض إلى مؤامرة دولية تشبه مؤامرة المساس بأمن بلدنا بواسطة القاعدة و«داعش”.. إذا سلّمنا بذلك لابد أن نسأل الأسئلة التالية:أولا: هل الأجانب المتآمرون على الشركة هم الذين كانوا وراء تعيين الإطارات المسيّرة لهذه الشركة، والتي يقول المدير إنه تمّ إبعادهم لتحسين التسيير؟!ثانيا: هل الأجانب المتآمرون هم الذين كانوا وراء عقد الصفقات المشبوهة، كصفقة كراء الطائرات الإسبانية والتي تسبّبت بالحادث المروّع، في كشف المستور حول سوء تسيير قطاع النقل عموما، و«الجوية الجزائرية” خصوصا!ثالثا: هل الأجانب المتآمرون هم الذين جعلوا شركة الخطوط الجوية الجزائرية تحطّم الأرقام القياسية في عدم احترام المواعيد والالتزامات للزبائن، ولا أتحدّث عن سوء الخدمات؟! سمة “الروطار” في الخطوط الجوية الجزائرية انتقلت من “الروطار” بالساعات إلى “الروطار” بالأيام، ولا أحد يسأل لماذا يحدث هذا في شركة الخطوط الجوية الجزائرية وحدها دون شركات العالم الأخرى؟!مشكل “الروطار” في الخطوط الجوية الجزائرية عمره ثلث قرن ولم يحل حتى الآن. هل هذا أيضا إرادة أجنبية من الأجانب يراد به المساس بالشركة، أم هو نتاج رداءة تسيير هذه الشركة وبؤس القائمين عليها؟!رابعا: هل الأجانب هم الذين وضعوا سياسة احتكار الخطوط الجوية الجزائرية لهذا النشاط التجاري الحيوي في عصب التنمية.. والاحتكار يؤدي دائما إلى سوء أداء الخدمات! بلدنا قارة ومفتوحة على أهم منطقة في النشاط الاقتصادي التجاري الحيوي في العالم، ومع ذلك لا تجد هذه الشركة مكانها في البلد، ولا أقول في النشاط الجهوي والعالمي والقاري.. هل مطار العاصمة الجزائرية فيه نشاط مطار القاهرة أو اسطنبول أو بيروت أو تونس، أو حتى الدار البيضاء! الإجابة تعرفونها!خامسا: لابد من القول إن كارثة الجوية الجزائرية ليست في التآمر الأجنبي عليها، بل كارثتها في إسناد المسؤوليات بالشركة إلى أبناء الصحبة والأهل والمعارف والجهة، بناء على شهادات الميلاد وليس الشهادات العلمية الجامعية. وبالمقابل، تغطية الرداءة وسوء تسيير شركة تجارية، كان من الواجب أن تكون مربحة.. تغطية ذلك بالمساعدات من الدولة من المال العام، مقابل خدمات تحت الطاولة لأهل الحل والعقد في التعيين في قضية تسيير الصفقات واستعمال الخطوط للأهل والأحباب!سادسا: لا أعرف الإمكانات العلمية والتقنية لمدير الخطوط الجوية الجزائرية الحالي.. لكن بعض من تولّوا قبله هذه المهمة لا علاقة لهم بالنقل، ولا يحسنون حتى طقوس الركوب في الطائرات، فكيف بالمسؤولية عليها؟!هل باستطاعتكم أن تقولوا لنا ما علاقة وزير النقل الحالي بقطاع النقل؟ فالوزير الذي يتخذ قرارا بتخفيض تذاكر الطائرات إداريا، هو يمارس التسيير غير التجاري لشركة تجارية، فإذا كانت الأسعار مرتفعة ويمكن تخفيضها تجاريا فلماذا هي مرتفعة؟! أليس هذا سوء تسيير ناجم عن الاحتكار الذي يناصره الوزير؟! سوء تسيير الشركة من سوء تسيير البلد[email protected]

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات