مع أني كنت دائما مدافعة عنك ضد القراء الذين ينتقدونك وأغلبهم على حق لأنك أحيانا كنت تهذي، وأعترف اليوم أني كنت مخطئة في دفاعي عنك بشراسة. الله يهديك، ما هذا التبسيط البدائي؟ǃ هل واحد مثلك عقله يزن قارة بكاملها يؤمن بأن داعش وصلت إلى الجزائر؟ǃ الله يهديك يا خينا، ألم نسأل نفسك سؤالا ساذجا من قبيل مثلا لماذا في هذا التوقيت بالذات سرب النظام هذا الخبر؟ أنا قد أكون على خطأ إذا قلت إن الخبر هذا سرب من طرف النظام للتغطية على فضائح الخطوط الجوية الجزائرية وتهريب العملة الصعبة بالقناطير. داعش في الجزائر أكذوبة القرن.تحياتي واحترامي. فاطمة الزهراء - الجزائرأولا: أنا أكتب لقراء يقرأون السطور وما خلف السطور، ولا أكتب لقراء كسالى لا يستخدمون عقولهم في تحليل ما أكتب وتركيبه.. لاحظي أنني بدأت العمود بصيغة إنكارية للخبر: ”داعش بيننا يا مرحبا يا مرحبا”ǃ ومع ذلك لا أستطيع أن أنفي وجود خبر سربته السلطة بصورة شبه مؤكدة لغاية أمنية وسياسية أكبر بكثير من التغطية على الفساد الذي ذكرتهǃثانيا: الربط الصحيح لتسريب الخبر ليس بالفساد كما ذكرت، بل الربط الصحيح يتجه إلى أن أمريكا كانت على علم بوجود رعايا سوريين في الجزائر قد تكون لهم علاقات ما بداعش.ǃ وقد تستخدم داعش هؤلاء في ضرب أهداف أمريكية في الجزائر عندما تقصف أمريكا جماعات داعش في العراق وسوريا..ǃ ولهذا قامت أمريكا بتحذير رعاياها من الأخطار المحتملة في الجزائر، وهذا شيء طبيعي، فأمريكا دولة تحتاط لكل الظروف وفي جميع الأماكن. وقد أغضب هذا الاحتياط الأمريكي السلطات الجزائرية.ليس لآن الخبر لا أساس له من الصحة، بل لأن الاحتياط الأمريكي يكون قد كشف الظهر الأمني للجزائر، فاضطرت السلطات الجزائرية إلى القول بأنها فككت خلايا نائمة لداعش في الجزائر وتتكون هذه الخلايا أساسا من الرعايا السوريين، أي أن الجزائر اضطرت لأن تقول أمنيا للأمريكان نحن على علم بما تتخوفون منه.ǃ وتزامن هذا الخبر مع بيان وزارة الخارجية الجزائرية الذي قالت فيه إن التحذيرات الأمريكية كانت مبنية على معلومات قديمة.ǃ وهذا معناه أن الجزائر وأمريكا كانتا على علم بوجود شيء ما ولم تنسقا الأمر بينهما بذكاء، فحصل الذي حصل.. وظهرت الجزائر في هذه القضية وكأنها ترد على أمريكا بذكاء تجاوز حدود الغباوة إلى البله.ǃثالثا: نقد القراء لما أكتبه يفرحني مثلما أفرحني نقدك هذا.. ولعلني أذيع سرا إذا قلت لك أنني أعاني من قمع القراء فيما أكتب أكثر من قمع السلطة.. فالقراء يأتون في الدرجة الثانية في الضغط علي بخصوص ما أكتب بعد أمراء الخليج وسفاراتهم في الجزائر وشركاتهم العاملة في الجزائر وما تقوم به من فساد إعلامي لصالح أمراء هذه المنطقة.والسلطة الجزائرية رحيمة بالإعلام الجزائري فيما يخص ممارسة الفساد بالنظر إلى ما يقول به أمراء الخليج..ǃحتى ولو كانت السلطة تتحمل المسؤولية فيما يحدث، لأنها لم تقم بواجبها في حماية حرية التعبير في الجزائر من الاختراقات الأجنبية والتي أصبحت بمثابة الكارثة[email protected]
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات