+ -

 شيء جديد يولد في الشرق الأوسط هذه الأيام! إسرائيل تقول إنها ترفض المفاوضات مع “حماس” دون أن توقف القصف بالصواريخ!نتذكر أن أمريكا كانت ترفض إيقاف القتال في الفيتنام وتتفاوض مع الفيتنام في جنيف والحرب جارية! وفي الجزائر أيضا كانت جبهة التحرير تتفاوض مع فرنسا في إيفيان والحرب جارية! حماس هنا تتصرف كالكبار... وإسرائيل التي كانت وماتزال تسمي حماس بالإرهاب أصبحت تتفاوض معها بواسطة مصر وسلطة رام الله!إسرائيل بتصرفاتها أضرت بأمنها وأمن أمريكا إلى حد بعيد، خاصة في السنوات العشر الماضية! الآن أمريكا فقدت هيبتها في الشرق الأوسط بعد أن زجت بها إسرائيل بطريقة مباشرة أو غير مباشرة في حرب العراق وفي بلاد الأفغان، وتكسر قرن أمريكا بصورة واضحة فأصبحت كلمتها غير مسموعة حتى في الشرق الأوسط، فلو كانت أمريكا اليوم مثل أمريكا بالأمس، لما بقي كيري نصف شهر في التنقل بين القاهرة وتل أبيب مع بان كيمون ويفشلان في إقناع حماس بوقف القتال.لهذا على إسرائيل أن تعيد حساباتها في عملية الاعتماد على ضمان أمنها من طرف أمريكا.. أمريكا فشلت في العراق وفشلت في بلاد الأفغان وفشلت في قمع إيران وتعاني من صعوبات جدية في أوكرانيا.على إسرائيل أن تناقش قضايا أمنها مباشرة مع حماس ومع حزب الله، وتكف عن مخاطبة هؤلاء الذين يهددون أمنها بصورة مباشرة عبر “مومسات” السياسة في القاهرة ورام الله!عندما تعنتت إسرائيل في مناقشة الأمور في جنوب لبنان مع خصومها الأساسيين هناك وهو حزب الله.. ها هي عدوى حزب الله انتقلت إلى قطاع غزة بصورة أسوأ لإسرائيل مما واجهته في جنوب لبنان على يد حزب الله!وإذا تعنتت إسرائيل مرة أخرى ولم تعترف بحماس وتحل المشاكل معها بصورة مباشرة، فإن الذي يحصل ليس “رمرمة” غزة بالتفاوض مع غزة عبر رام الله، بل الذي سيحصل هو “غزغزة” رام الله في القريب العاجل، وعندها ستجد إسرائيل نفسها في وضع أسوأ مما واجهته في جنوب لبنان وفي غزة لاحقا.منذ أيام سمعت خبرا له دلالة على ما نقول: وهو أن السلطات الأردنية أقدمت على إعادة ترحيل الفلسطينيين الفارين من مخيم اليرموك هربا من الأسد، رحّلتهم الأردن ثانية إلى سوريا.. والسبب هو أن مصالح الموساد تكون قد أخبرت الأردن بأن الفلسطينيين الفارين من سوريا قد يدفعون إلى “غزغزة” الأردن والضفة الغربية، خاصة وأن المنطقة مفتوحة على ما يجري في العراق وفي سوريا واليمن وحتى السعودية.. ولا يمكن مراقبتها وإذا تغزغزت رام الله فإن أمن إسرائيل يصبح في خبر كان.. وأمريكا الفاقدة للسمعة والتأثير لا يمكنها ضمان أمن إسرائيل!كل الدلائل تشير إلى أن الوضع العام لا يسمح بقيام دولة فلسطينية قابلة للحياة.. لأن إسرائيل نفسها لم تعد دولة قابلة للحياة.. والأفضل هو الاتجاه نحو دولة متعددة الأعراق والأديان في فلسطين.. فهل تعي إسرائيل هذا المنحنى التاريخي؟[email protected]

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات