ما ذكرته يا سعد عن بومرداس والبوليساريو هو خيبة إعلامية وليس خيبة إدارية دبلوماسية سياسية سياحية ثقافية كما حاولت أن تفهم القراء.! فالخطأ إعلامي فادح يعكس مستوى المدرسة الإعلامية الجزائرية التي شيدها أمثالك من الإعلاميين طوال 50 سنة.. فالنقد اللاذع الذي وجهته لمسؤولي بومرداس كان عليك أن توجهه لنفسك ولأمثالك أولا! ثم تسجيل اللوم لغيرك.قارئ من بومرداس لا ينخدع بما تكتبمعك حق يا قارئ بومرداس الفطن، المشكلة إعلامية لكنها ذات أصول سياسية إدارية تتعلق بالرداءة السياسية والدبلوماسية والإدارية ثم بعد ذلك رداءة إعلامية.أنا معك، الإعلام الجزائري (وخاصة السمعي البصري) يعاني من رداءة وصلت إلى حد البؤس.. وحتى القنوات الخاصة ورثت البؤس والرداءة عن مدرسة الرداءة لليتيمة. ولهذا رأينا أن ما بثته اليتيمة في قضية بومرداس تحدثت عنه القنوات الخاصة أيضا بنفس الرداءة والبلادة.الإعلام الجزائري عانى من معضلة تسييره أمنيا لعقود طويلة، وهو اليوم يعاني من مسألة تسيير بواسطة المال الفاسد عبر ما يسمى بالإشهار العام والخاص. ولذلك نجد فيه الروائح النتنة للفساد تتعلق بالشيتة للحاكم وللشركات المعلنة.بالأمس فقط حدثني أحد العارفين بخبايا تحضير الساحة الإعلامية للسمعي البصري فقال لي: إن أحد الأحزاب الحديثة التي تخترق السياسة بالشيتة للرئيس، وظف رجل أعمال من الشرق الجزائري، أخصائي في الاحتيال والنصب على الدولة وغير الدولة، وكلفه بجمع الأموال من نظرائه المقاولين لفائدة تمويل حملة الرئيس الانتخابية، على أن يقوم زعيم الحزب فيما بعد بتعويض هؤلاء عن أموالهم عبر دعم هؤلاء في أخذ مشاريع التنمية بناء على مساندتهم للرئيس.!جمع هذا الحزب باسم الرئيس من المقاولين ما يقارب 300 مليار سنتيم.! صرفوا منها على حملة الرئيس ما يقارب 130 مليار والبقية لهفها الحزب والمقاول المحتال. والمقاول الآن دخل في عراك مع الحزب الذي جمع الأموال باسمه لأنه يريد أخذ هذه الأموال لوحده، حوالي 170 مليار! ويريد إنشاء قناة تلفزية وجريدة بهذه الأموال، بل وقام بعقد شراكة مع مدير سابق للتلفزة ليكون شريكا في هذه القناة مع بعض الصحافيين الذين لمعتهم الرداءة الفضائية مؤخرا عبر قنوات البؤس الإعلامي.. ويذكر أن هذا المدير يكون قد سرق ما تيسر له من أرشيف التلفزة اليتيمة ليستخدمه في القناة الجديدة.!وعندما يصل الفساد السياسي المالي الإعلامي إلى حد الاحتيال على الرئيس نفسه، فالأمر لا يتعلق بإصلاح سياسي وإعلامي، بل يتعلق بالحاجة إلى ثورة لتغيير هذا الفكر السياسي الإعلامي.الباب قد فتح على مصراعيه أمام فساد السمعي البصري حين سمحت السلطة بظهور قنوات بالمال الفاسد خارج القانون بأسماء أبناء وزوجات المسؤولين في الدولة، وامتهنت الشيتة والفساد والإعلام مقابل الإشهار المرتكز على المال الفاسد.نعم أنا معك: لا يمكن أن ننجز إعلاما حرا في مجتمع ليس حرا.. فالوهن ظاهرة عامة[email protected]
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات