الإعلام والرداءة والفساد العابر للقنوات؟!

«... ما يفعله الإعلام الفاسد هو إقناع الناس بأن رجلا أخرس قال لرجل أطرش إن رجلا أعمى شاهد رجلا مشلولا يركض وراء رجل مقطوع اليدين لمنعه من شد شعر رجل أصلع”! القارئ فيصل ضويان.هذا النص يلخص بصدق واقع الإعلام في مصر والجزائر، وبكل دقة. وهو الإعلام الذي تسيره شركات الإشهار لرجال أعمال المال الفاسد في مصر والجزائر على السواء، وخاصة القنوات الأجنبية التي لها حظوة لدى رئاسة الجمهورية الجزائرية والمصرية!في الجزائر ست قنوات عمومية تمارس بها السلطة الفساد الإعلامي ”عيني عينك” وتعلنه للناس بلا خجل.. فقد اشترت التلفزة الجزائرية 24 مباراة لكرة القدم في كأس العالم الأخيرة بمبلغ 30 مليون دولار عدا ونقدا، ولمن لا يعرف حجم هذا المبلغ نقول له: إن أمريكا أنشأت قناة الحرة لمنافسة قناة الجزيرة في العالم العربي ورصدت الحكومة الأمريكية لهذه القناة مبلغا ماليا خياليا قدره 26 مليون دولار.. أنشأت به قناة عالمية تتمتع بأرمادة من رجال الإعلام زرعوا في عواصم العالم.!وزير الاتصال الذي يتحدث عن سوء التسيير في الجرائد الخاصة هل كان باستطاعته أن يرى حدبة التلفزة العمومية؟! ويرى كوارث الإعلام العام؟!أحد الصحافيين المتخصصين في السمعي البصري عندما سمع بالرقم قال: ”إنني أشك أن تكون جهة ما في مؤسسة قطر للإعلام الرياضي قد اتفقت مع من أمر بشراء هذه المباريات بهذا المبلغ.! لأن هذا المبلغ الخيالي لا يمكن أن يقبله عاقل دون أن يشك في أن في الأمر ”إن”.. وقضية فضيحة كأس العالم لعام 2022 مع الفيفا ما تزال ماثلة.!لا يوجد بلد في العالم اشترى حقوق البث لمباريات كأس العالم بمبلغ يصل حتى إلى نصف ما دفعته الجزائر، بما في ذلك ألمانيا نفسها التي نالت كأس العالم.!ولكي أقرب لكم الصورة أكثر أقول لكم إن تونس الشقيقة حصلت ذات يوم على مساعدة من البنك العالمي قيمتها 50 مليون دولار لتجديد قنوات المياه الصالحة للشرب والصرف الصحي في قرى تونس وبلغ عدد هذه القرى 1000 قرية بالتمام والكمال؟!لهذا السبب أعجبني النص الذي بعثه لي القارئ فيصل لأنه بالفعل يعكس الصورة الواقعية للإعلام في بلادنا والمتسم بخاصيات الفساد والرداءة والكذب الإعلامي!وما عليهش إذا بقي نشاط الوزير الجديد لتحسين القطاع مقتصرا على البطاقة المهنية للصحفي والبحث عن أخلاق صحفية للصحفي وليس أخلاق تسيير المال العام وفق قواعد التسيير المطلوبة.إنني تعبان وأحتاج سماع الأذان قبل الأوان[email protected]