ما معنى قول وزير النقل عمار غول أن رئيس الجمهورية يتابع قضية تحطم الطائرة الجزائرية في مالي؟! هل يريد الوزير القول بأن الرئيس سيشرف بنفسه على مواساة الضحايا؟! هل الأمر هذا حدث لأن الضحايا أغلبهم فرنسيون أم لأن الطائرة إسبانية بأوراق جزائرية؟!لو كان الرئيس باستطاعته متابعة الأمور كما يقول غول: لماذا تشكلت ثلاث لجان أزمة؟ واحدة في النقل وأخرى في الداخلية وثالثة في وزارة الخارجية ورابعة يرأسها الرئيس كما يقول غول؟!تعدد خلايا الأزمة يدل على أن الحكومة الجزائرية لا تتحكم في شيء وأن كل “فروج يعوعش في خمه” ولا رابط يربطه بغيره.!وهنا لابد من طرح السؤال الجوهري إذا كان الرئيس يتابع فعلا المسائل الخاصة بتسيير البلد فلماذا لم يتابع عملية كراء هذه الطائرة من إسبانيا وقد انتهى عمرها الافتراضي للعمل؟! ومن المسؤول عن تطبيق بنود العقد الذي ينص على أن لا تكون الطائرة قد تجاوز عملها العشر سنوات؟ إذا كانت الطائرة قد سقطت بفعل خلل تقني؟! من المسؤول عن هذا التهاون في تطبيق بنود الاتفاق العقد؟ هل مدير الخطوط الجوية الجزائرية الذي لا يتابع الأمور كما يجب أم وزير النقل الذي يشيت للرئيس حتى في (الموت) أكثر مما يتابع ملفات قطاعه أم الرئيس الذي يتابع هذه الملفات بنفسه كما يقول غول ومع ذلك يحدث ما يحدث؟!أما إذا كان الحادث بفعل فاعل إرهابي فالمصيبة أعظم.. فأين الإجراءات الأمنية ونحن ندعي أننا رواد مكافحة الإرهاب في العالم ونعلم الأمريكان كيف يكافحون الإرهاب في إفريقيا وآسيا؟!إذا كان الرئيس يتابع الأمر كما يقول غول؟ فلماذا لا تتحرك الطائرات الجزائرية للبحث عن الطائرة وتحركت الطائرات الفرنسية وهي التي اكتشفت مكان تحطم الطائرة؟!مشاكل البلد أصبحت كالجبال الرواسي ضخامة ليس لأن الرئيس يسير البلد من على كرسي متحرك فقط.. بل لأن الحكومة والوزراء هم أيضا يعيشون بـ«سيروم” الشيتة للرئيس ولا شيء غير ذلك.على كل حال ضحايا الطائرة المنكوبة كنكبة الجزائر بالحكومة الحالية سيفرحون بتصريحات غول عندما يعلمون أن الرئيس يتابع بنفسه وضع الجثامين في الصناديق وسيضمن للضحايا جنازة مهيبة.! وخاصة الضحايا الفرنسيين.! يعلم الله أنني تمنيت أن أكون ضمن ضحايا الطائرة المنكوبة لأحظى بعناية الدفن من الرئيس نفسه كما يقول غول..؟!يا ناس، البلاد صارت مضحكة دولية حتى في تسيير الكوارث الطبيعية.!
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات