+ -

 السيد بوعقبة، بعد قراءة موضوعك الصادر في 21/07/2014 لاحظت أنك تفكر كباقي العرب المسلمين في موضوع الصراع الجاري بين الفلسطينيين والإسرائيليين. وكان لي الأمل أن أراك تقيم هذه القضية من زاوية أخرى تختلف عن الأطروحة الكلاسيكية عند معظم المسلمين ما دمت تعودت على أنك تكسر بعض الطابوهات، لكنني لم أفهم من أين يأتي الاتهام للعرب (حتى أولئك الذين ليسوا مسلمين) كل هذا الحقد نحو اليهود رغم أن معرفتي أن الرسول (ص) لم يتعامل بهذه الطريقة مع اليهود في عهده، عكس ذلك كان دائما يدفع الشر بالخير ثم إذا كانت القضية دينية بحتة يجب التسجيل أن كل الديانات إلهية وأن الله لا يفرق بين رسله، سواء كانوا يهودا أو مسيحيين أو مسلمين.لا الله ولا الرسول (ص) يريدان هذه الفتنة بين الديانات التي يحركها العرب والمسلمون الذين يعتقدون أن دينهم أسمى من الديانات الأخرى.هناك حقيقة يجب الإشارة إليها أن لدى العرب عقدة الاستعلاء في الدين ويظنون أن هذا الإحساس يسمح لهم بسحق الآخرين دون تمييز مادام الإسلام الحقيقي مؤسس على التضليل في الديانات واللغات التي تبقى من المعجزات الإلهية.للأسف العرب لا يريدون الحديث عن اللغات أو الديانات الأخرى، يريدون فرض العربية كلغة سائدة في العالم والإسلام كدين. ألاحظ أن هذا الانحراف الخطير للعرب والمسلمين يبعدهم عن الإسلام الحقيقي الذي نزل على الرسول (ص).العرب المسلمون مخطئون في اعتقادهم بأن الله يساندهم في حقدهم على اليهود وعلى العالم، لأنهم في الواقع يتبعون هواهم وليس دينهم. الحل لمشكل فلسطين هو التقسيم العادل للأراضي الفلسطينية بين اليهود والفلسطينيين مادام تاريخ هذه الأرض كانت لليهود عندما خرج موسى مع شعبه من مصر فارا من فرعون عندما سلك مسلك البحر الأحمر في معجزة مات فيها فرعون.العرب لا يساعدون الفلسطينيين المساكين بزرع الحقد بينهم وبين اليهود، ولو أن التواضع والبساطة قد تساعدهم في ذلك، وعندما يفهم العرب بأن الله ليس عربيا، لأنهم عربوه وقتذاك يعود السلم بين الشعوب (لكم دينكم ولي ديني).روني أثمنصور (النص بالفرنسية).السيد روني.. لا أناقشك فيما كتبت، ولكن فقط أدعوك إلى التفكير فيما يأتي:أولا: لماذا يقبل العرب المسلمون التعايش مع المسيحيين في دولة علمانية فيها الرئاسة للأقلية المسيحية كما هو الحال في لبنان، ولا يقبلون بالأمر نفسه مع اليهود؟ ولماذا يطالب اليهود بدولة يهودية خالصة في فلسطين إذا لم يكن الأمر في علاقة الدين الإسلامي باليهودية واستحالة التعايش بينهما؟ هل السبب هو عداء اليهود للدين وقتلهم للأنبياء في الماضي كما يقتلون الشعوب اليوم؟ أم الأمر في سوء علاقة اليهودية بغيرها من الديانات؟ثانيا: إذا كان العرب قد عربوا الإله كما تقول ووجهوه ضد اليهود فهل الفرس أيضا فرسوا الإله ووجهوه ضد اليهود؟ ونحن في شمال إفريقيا بربر ولسنا عربا، فلماذا نقول للحمار “إر” يا يهودي”؟! وهل هتلر حرشه العرب على جعل اليهود صابونا؟! المشكلة فيكم أيضا أنتم اليهود وليست في محيطكم العربي كما تدعون. أنتم أسوأ أمة أخرجت للناس.ثالثا: إذا كان الماضي التاريخي لفلسطين يعطيكم الحق في تشريد شعبها، فلماذا لا تطالبون بخيبر؟ أم أن أمريكا لا تسمح لكم بذلك؟رابعا: من هو الذي يمارس الاستعلاء العرب والفلسطينيون الذين يدعون إلى دولة علمانية موحدة في فلسطين كما هو الحال في لبنان، أم أنتم الذين تريدون إقامة دولة يهودية بالنار والحديد على حساب غيركم وحقوق غيركم.. ألم تقتنعوا بعد بأن الإفراط في استعمال القوة ضد الأبرياء والعربدة العسكرية هي التي نمت الأحقاد ضدكم وأحيت ما كان في ماضي علاقة الإسلام باليهودية[email protected]

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات