بلد فيه دستور يقول “الإسلام دين الدولة”، وبهذه الصفة تأمر السلطة الأئمة بصلاة الغائب على من تريد! وإذا لم يفعلوا يتم توقيفهم عن العمل بصفة جماعية! وبطريقة العقاب الجماعي الذي يمارسه القادة العسكريون على الجنود في الثكنات!الإسلام دين الدولة والناس تأكل رمضان في الشوارع احتجاجا على قمع الحريات بالدين، وقمع الدين بالسياسة، وقمع السياسة بالدينالسيادة ملك للشعب.. لكن الشعب لا يمارس هذه السيادة إلا من خلال الكرسي المتحرك! والكرسي المتحرك لا يتحدث مع الشعب إلا من خلال الأحزاب التي يعتمدها الكرسي المتحرك كأرانب سياسية أو جمعيات الانتفاع من تعاونيات مؤسسات الدولة.. كبرلمان الحفافات وحكومة “كوطات” المال الفاسد !منذ يومين أجبرني سماع آذان المغرب على مشاهدة اليتيمة، ويا ليتني ما شاهدتها !فقد عرضت اليتيمة مشاهد لرجالات الحوار السياسي والقانوني مع مدير ديوان الرائاسة، وقد عكست تلك المشاهد، بأمانة، بؤس هذا الحوار وهزاله، من خلال عرض الوجوه التي قيل إنها حاورت أويحيى في تعديل الدستور؟! وأجدني مضطرا للاعتذار للويزة حنون على ما كتبته ضدها.. لأن مستواها بالقياس إلى هؤلاء كان لا يقارن؟! حنون قالت إنها اقترحت تعيين وزير دفاع مدني.. ولكن أحد “الأشياء” التي رأيتها تحاور أويحيى قال إنه اقترح دسترة العقاب لمن يسيء للجيش؟!منذ أيام سمعت أن عائلة بوضياف في العالية مُنعَت من الترحم على الراحل في ذكرى اغتياله.. والسبب لأن المعنيين لم يقدّموا طلبا مسبقا للقيام بهذا الترحم، لأن السلطات الجزائرية قامت بتسييج قبور الشخصيات الرسمية في الجناح الرسمي للمقبرة بصورة جعلت منه أكثر تحصينا من سجني سركاجي والحراش !ما أتعس هؤلاء (العظماء)، من بوضياف إلى بن مهيدي إلى بومدين إلى بن بلة إلى عبان رمضان إلى عميروش، لأنهم شيّدوا دولة تضع رفاتهم في سجن موصد بالأصفاد.. يحتاج من يترحم عليهم إلى رخصة! كنا في عهد الاستعمار لا نحتاج إلى رخصة كي نصلّي، فأصبحنا في عهد الاستقلال نحتاج إلى رخصة كي نترحم على الأموات، حتى ولو كانوا زعماء !أصدقكم القول؛ إن الفضول دفعني إلى البحث عن الموضوع، للوصول إلى السبب الذي وضعت فيه رفات هؤلاء الزعماء وقبورهم في سجن ومنع عائلاتهم من الترحم عليهم، إلا بإذن الرئيس أو من يعيّنه الرئيس حاكما عاما للمقبرة.. فقيل لي إن أحد الأسباب لسجن زعماء العالية هو الخوف من نبش قبورهم واختطافها ثم إعادة بيعها في سوق “الترابندو”! أليس عدلا أن تسجن رفات بومدين بهذه الطريقة ويمنع الترحم عليه إلا بإذن، وهو الذي قيل إنه سجن رفات العقيدين عميروش والحواس عشرية كاملة في قبو ثكنة للدرك !وأحدهم قال لي: إن السبب في سجن قبور الزعماء هو أن العديد من المتضررين من الاستقلال يقومون بالتسلل ليلا إلى هذه القبور ويقضون حاجتهم فوقها ! ولهذا تم تسييجها بالأصفاد !الآن فقط عرفت لماذا العديد من المناضلين الشرفاء رفضوا دفن رفاتهم مع العظماء في العالية؟! من أمثال مهري وبن خدة وغيرهم. حتى إن بوتفليقة أمنيته ألا يموت قبل أن يكمل بناء مسجد الجزائر الأعظم ليدفن فيه، حتى لا يسجن مع الزعماء ويصبح الترحم عليه يحتاج إلى رخصة؟!لا تتعجبوا مما يحدث! لأن البلد الذي يحكمه كرسي متحرك في الرئاسة، ويضع دستوره الأمّيون في السياسة والقانون، وتشرّع له “الحفافات” في البرلمان! ويقود حكومته وزراء “كوطات” المال الفاسد، ويصنع فيها الأفراح والليالي الملاح شعب الأقدام بانهزاماتهم أمام العمالقة والأقزام.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات