من المؤسف أن منظمة المجاهدين دخلت في الحوار مع السلطة لأجل تعديل الدستور من زاوية مضحكة، فقد رأت منظمة المجاهدين في واقع الرئيس الحالي وصاغت مقترحاتها.ǃ فاقترحت أن يكون الرئيس القادم للجزائر متزوجا وأن يكون من مواليد الجزائر.. وأن يكون قد أقام 15 سنة كاملة فوق التراب الوطني قبل الترشح.ǃ وأن يكون من حملة الشهادات العلمية.ǃ وأن لا يكون أبواه قد قاما بأعمال ضد الوطن.ǃواضح لكل ذي بصيرة أن منظمة المجاهدين كانت تقلب في ملف الرئيس الرئاسي وتصوغ مقترحاتها.ǃ وقد رد عليهم الرئيس بأن الجهاد الآن صار إرهابا وينبغي حذف منظمة المجاهدين من الحياة الدستورية للبلاد انسجاما مع الواقع العالمي الجديد.أولا: إذا كان اشتراط مولد من يترشح للرئاسة في أرض الوطن مبررا.. لأن هناك عدة دول تعتبر الميلاد على ترابها اكتسابا للجنسية بقوة القانون، فإن منظمة المجاهدين تكون بصدد غلق باب إمكانية أن يحكم الجزائر رئيس مزدوج الجنسية بحكم الميلاد.ǃثانيا: لا ندري ما هي الحكمة الدستورية عند منظمة المجاهدين عندما تشترط أن يكون الرئيس متزوجا..ǃ هل الأمر له علاقة بأخلاق الرئيس الحالي بالدستور القادم، أم له علاقة بأخلاق المرحومين بن بلة وبومدين اللذان ترأسا الجزائر وهما في حالة عزوبة.ǃ لعل الأمر له علاقة بقضية دينية أخلاقية وهي أن من لا يستطيع تكوين أسرة لا يستطيع قيادة أمة.ǃثالثا: ما هي الحكمة الدستورية من إبعاد أبناء من قاموا بأعمال ضد الوطن من حقهم الدستوري القانوني؟! هل الخيانة وراثة جينية يمكن أن يرثها الأبناء عن الآباء؟! وهل هذا المنطق هو الذي جعل الوطنية والثورية وراثة أيضا حيث ادعى أبناء الشهداء وأبناء المجاهدين أنهم يرثون الوطنية والثورية عن آبائهم؟! والحال أن التقوى والصلاح ليست مسائل جينية حتى ولو قيل: إن العرق دساس! لأنه قيل أيضا إن الولد يولد على الفطرة! ماذا تقول منظمة المجاهدين الآن في الرئيس الحالي الذي فيه كل الصفات التي دعت إليها المنظمة لتكون في الدستور حتى لا يرأسنا رئيس بمثل صفات من يرأسنا الآن؟! والحال أن منظمة المجاهدين هي أول من أيد وساند هذا الرئيس قبل 15 سنة لتولي الرئاسة وهو أعزب ومولود خارج الوطن وأقام في الخارج أكثر مما أقام في الداخل ولا يحمل شهادة علمية، وأخيرا ترشح وملفه الصحي فيه ما فيه؟!رابعا: كان على منظمة المجاهدين لو كانت فعلا منظمة أن تقول إن المشاورات (المناورات) الجارية الآن بالرئاسة لتعديل الدستور هي مشاورات غير شرعية، لأنها تجري بنظام مزور وتجري مع أحزاب غير شرعية ومع منظمات من صنع السلطة وليس من صنع المجتمع.. !ولكن منظمة المجاهدين ما تزال تؤمن بالسلالية في الوطنية والتقوى والصلاح وتريد انجاز دستور سلالي يصفي حسابه مع الرئيس الحالي ولا شيء غير ذلك؟!
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات