سلال وبعض الشياتين ينسبون انتصارات الفريق الوطني إلى حكمة الرئيس بوتفليقةǃ وإذا كان هذا صحيحا فلماذا لم ينجح الرئيس في تكوين فريق وطني في الحكومة ومنظومة الحكم تحقق ما حققه الفريق الوطني في كرة القدم؟ǃعجيب أمر هؤلاء الذين ينسبون للرئيس كل شيء حتى الأمطار حين تنزل من السماء تنسب إلى صلاة الاستسقاء التي أمر بها الرئيسǃعناصر الفريق الوطني لعبوا بأرجلهم في الميدان.. وبقايا السلطة التي تمارس الشيتة في الجزائر تنسب النصر إلى الرئيسǃ لأن اللاعبين استخدموا مخ الرئيس في النصر ولم يستخدموا كرسيه المتحرك؟ǃإذا كان الرئيس هو الذي حقق النصر في البرازيل.. فلماذا لم يحقق الرئيس النصر في الأفالان بتكوين فريق سياسي يحسن اللعب السياسي ولا يجعل هذا الحزب الحاكم يسيره الهواة في لعبة السياسة؟ǃهل من الصدفة أن ظاهرة القلاقل السياسية داخل الأفالان ظهرت مع تولي بوتفليقة الرئاسة؟ǃ هل الأمر له علاقة بسوء تسيير الحزب من طرف الرئيس وإسناد الأمور في الحزب لغير أهلها؟ǃ أم أن الأمر كان مقصودا من الرئيس الذي يرأس الحزب ويتكبر عليه في نفس الوقت؟ǃقد يكون الأمر فعلا نوعا من انتقام الرئيس من هذا الحزب الذي يعتقد الرئيس أنه كان وراء إبعاده من الحكم سنة 1980.. بل ولف ملفه بملف أصبح نقطة سوداء في مسار الرئيسǃنعم بوتفليقة هو الذي أعاد الأفالان إلى بيت الطاعة التي أرادها الحكم.. ولكنه فعل بها الأفاعيل فمن قرار بوعلام بن حمودة تأييد الأفالان لقرار المخافر في تعيين الرئيسǃ إلى قرار الرئيس بتعيين كاتبه الخاص أمينا عاما لهذا الحزب، ثم تعيين زعيم الانقلاب السياسي في الأفالان بواسطة عدالة الليل باسم التصحيحيةǃ إلى انقلاب محيط الرئيس على شيات الرئيس بلخادمǃ إلى المعارك بالهراوات والكلاب واللكمات في حزب الفساد والنضال بالشكاير والكومبلوات والشيتة والتزويرǃقد يكون الرئيس فعلا انتقم من الأفالان بهذه الطريقة التعيسة.. وهي الحالة المماثلة التي حاول من خلالها أيضا الرئيس إحداث بلبلة في صفوف المؤسسة العسكرية من خلال المعركة التي نشبت داخل المؤسسة العسكرية بين مصالح الاستعلامات وقيادة الأركان وأدت إلى إضعاف الإثنين أمام زمرة الرئيس وجماعته، وكادت أن تعصف باستقرار ومناعة هذه المؤسسةǃشيء واحد نعترف به للرئيس بوتفليقة وهو أنه نجح في إضعاف كل مؤسسات الدولة بسياسة الرداءة والفساد التي عممها على كل المؤسسات.. وأنهى هذه الإصلاحات الفسادية بإضعاف نفسه أمام الداخل والخارج السياسي وغير السياسي، فهو الذي بدأ حكمه بتجميع كل صلاحيات الدولة في يده.. وها هو ينتهي إلى تفويض كل الصلاحيات الرئاسية لغيره بما فيها حتى تلك التي لا يجوز له أن يفوضها، وهي تعديل الدستور واستقبال السفراء ورؤساء الدول وحضور المؤتمرات الدولية.. إنها سوء الخاتمةǃ
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات